بين ضجيج الآلات في عصرنا المتقدم جدا بأن تكنولوجيا المعلومات جعلت القراءة بوجهها التقليدي ( الكتاب ) ورائحة الورق بالنسبة لاهتمامات الأجيال الجديدة، بأن القراءة بالنسبة لها أصبحت في خبر كان. وصل بنا الحال إلى أننا أصبحنا قوما نهتم بغذاء بطوننا ونسينا غذاء عقولنا. كما قال المثل الشعبي العربي : «راحوا إلي يقروا وفضلوا.... إلخ» . وبين تنوع المصادر المعلوماتية ودخولنا في عصر المعلومة الطازجة والسريعة، مثل الوجبات العصرية في شارع المطاعم في جدة ، أصبح تقليد القراءة بهيئة رجل مسن يتعكز في طرقات لم تعد مألوفة من فرط سرعتها. العديد من الأسباب التي أخرت القراءة وصنفتها لتبحث عن بدائل متوفرة وسهلة، وفي متناول الوقت لا تحتاج لعقل. فنحن بكل حزن وصلنا إلى هذا الوضع بالنسبة لأهمية الثقافة لاسيما بين جيلنا الصاعد. عندما يجلس أي منا في بشكاتنا ودواويننا بين صغارنا الشباب وكبارنا خريجي الجامعات وأساتذتها ورؤساء وأعضاء المجالس ومديرين في القطاع العام والخاص، يرى الحاضر منا بشكات البلوت والتحديات في هذه اللعبة إلى درجة شهادة الدكتوراة بكل عظمة وافتخار، ويسمع إلقاء المحاضرات ذات المهارة والعلم في شطارة لعبة التيتو وردة الفعل بصرخات من الاعتراضات الآينشتانية. وتنتهي هذه المجالس والبشكات والدواوين بعد ما امتلأت العدوة بالسؤال المهم وهو « ما هو نوع الكنافة». « فلتسقط عقولنا من أجل بطوننا» هكذا نصيح يوميا في مجالسنا وبشكاتنا واجتماعاتنا ودواويننا. رسولنا ربط على بطنه من الجوع من أجل أن يتوحد العرب على العلم والمعرفة ودين الحق. فمن هنا تأتي الأهمية القصوى لرفع المستوى الثقافي والوعي لدى مجتمعنا، وإصلاح الوضع الحاصل لدى شريحة كبيرة ومهمة من كبارنا وشبابنا، وأرجو ألا أكون ( جارحا ) في صراحتي هذه عند تناولي لهذا الموضوع لأن الأمر يحتاج إلى وقفة صادقة وموضوعية خالية من أية حساسية من لدن مجالسنا وبشكاتنا من بينهم أبناؤنا الشباب (جيل المستقبل)، ونحن بصدد مراجعة النفس والحوار البناء من أجل مجتمع معافى يتلمس عيوبه ومشاكله، ويعمل على إصلاح الخلل الذي تعرض له المجتمع خلال حقبة التحول والتغيير. إن الإنفاق على العقول يحتاج للإيمان بأهمية العقول. فدائما فى مفهومنا إذا ماوفرنا الطعام فنحن فائزون فتجد من يحب أن يكرم صديقة يجهز له عزومة كبيرة فى المنزل وفى الحفلات يهتمون أكثر الاهتمام بالطعام والشراب حتى على المستوى الفردي تجد رب الأسرة إذا خرج مع عائلته للفسحة فتجده يتوج الأمسية الرائعة بوليمة فى مطعم فاخر . للأسف الشديد غذاء العقول في مجتمعنا أصبح شبه معدوم فلدينا مجاعة عقلية وتخم جسدي. علماؤنا الأوائل كانوا يقطعون الفيافي والقفار في سبيل الحصول على معلومة واحدة أو رواية أو حديث. يجب أن لا تخلو يدك من كتاب تستأنس به وتتزود منه فإن فائدة الكتاب لا تحد بزمان ولا مكان فتبقى فائدته وثمرته إلى الأبد فحمله سهل وغير مكلف ولا متعب إذا ما قورن بملء البطن . وجدير بنا أن نقول في الكتاب هو سلاح المثقف في إقامته وتنقله ومثله أي المثقف لا يمكن أن يخرج إلى سفره وهو خالي الوفاض من كتاب يملأ عليه دربه ويمحو عنه غربته فأمة محمد هي أمة « إقرأ، والقلم». والله من وراء القصد . للتواصل (( فاكس 6079343 )) للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 189 مسافة ثم الرسالة