ينطلق الليلة في جدة، تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة وبحضور صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة، معرض وملتقى التراث العمراني الوطني الأول الذي تنظمه الهيئة العامة للسياحة والآثار. يشارك في المؤتمر أكثر من 40 مختصا ورجال أعمال يناقشون الوضع الراهن للتراث العمراني الوطني، وإبراز الدور الاقتصادي للاستثمار في مجال تطوير مواقع ومباني التراث العمراني في المملكة، وتحديد المعوقات التي تعترض تمويل مشاريع المحافظة على التراث العمراني وتنميتها وإيجاد الحلول المناسبة لتذليلها. يتناول الملتقى، خلال 14 جلسة عمل مكثفة، جملة من المواضيع تتركز في خمسة محاور هي: التراث العمراني في المملكة بشكل عام وفي منطقة مكةالمكرمة بشكل خاص، الاستثمار في المحافظة على التراث العمراني وتنميته، التعليم والتدريب في مجال التراث العمراني والتجارب التصميمية المعاصرة التي توظف التراث، التمويل، التقنية والكوارث الطبيعية وأثرها على التراث العمراني. وبدأ أمس المعرض التفاعلي ضمن أنشطة ملتقى التراث العمراني الوطني الأول في الردي سي مول في جدة برعاية صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة وسط حضور كبير ومشاركة 100 حرفية وحرفي، يبنون بالطين والحجر والخشب وخلافه. ودعا المدير التنفيذي للهيئة العامة للسياحة والآثار في منطقة مكةالمكرمة المدير التنفيذي لملتقى التراث العمراني الوطني الأول محمد بن عبدالله العمري الأسر والأطفال والشباب إلى تجربة ومحاكاة وتطبيق الحرفيين لأنماط بناء التراث العمراني في المملكة، وذلك من خلال نشاط الملتقى والتعرف على أبداعات الحرفيات والحرفيين السعوديين من مختلف مناطق المملكة. وأكد العمري أن ملف جدة التاريخية سيكون حاضرا بقوة للنقاش ضمن أنشطة المعرض والملتقى. وخصصت حلقة نقاش بمشاركة أمين جدة المهندس هاني أبو رأس، الدكتور علي الغبان نائب رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار لقطاع الآثار والمتاحف، والدكتور عدنان عدس من كلية تصاميم البيئة في جامعة الملك عبدالعزيز، المهندس سامي نوار رئيس بلدية جدة التاريخية، والدكتور سايمن ريكا الخبير في التراث العمراني لمناقشة هذا الملف. وأشار إلى أن المنطقة التاريخية لم تأخذ حقها الفعلي طوال الأربعين سنة الماضية، ما أدى إلى تدخل الأمير خالد الفيصل بتشكيل لجنة برئاسته وتكليف الأمير مشعل بن ماجد ليكون رئيسا للجنة التنفيذية، أمين جدة ليكون أمينا عاما لها وعضوية عدد من الجهات ذات العلاقة، مؤكدا أن المنطقة التاريخية في جدة تعتبر من أبرز المناطق الأثرية في الجزيرة العربية، إذ تضم نحو 400 مبنى قائم، يعود تاريخ بعضها إلى أكثر من 500 عام. وأوضح أن جدة التاريخية تضم عددا من المعالم والمباني الأثرية والتراثية التي تشكل ثروة كبيرة لا بد من المحافظة والعناية بها، لافتا إلى أن جدة التاريخية تستحق بذل الكثير من الجهود وعلاج كافة الجوانب المتعلقة بإعادة جدة التاريخية إلى وضعها الذي تستحقه تاريخيا وثقافيا وتراثيا وذلك من قبل جميع القطاعات ذات العلاقة. وأضاف العمري أنه سيتم تسليط الضوء خلال الملتقى على مناقشة مشروع تقديم وسط جدة التاريخي للترشيح مجددا في اليونيسكو كموقع تراث عالمي بعد تحديثه كوقع تراث تقافي عالمي، مع إعادة تحديد منطقة التسجيل ومنطقة الحماية المحيطة بها، وتقديم المشورة لمساندة العاملين في المشروع، بهدف توفير كل سبل النجاح لما له من أهمية كبيرة، كون المشروع يحظى بدعم كل الجهات الحكومية اتساقا مع توجيهات حكومة خادم الحرمين الشريفين. وأعرب العمري عن أمله في أن يكون الملتقى في نسخته الأولى متميزا وجديرا بالثقة وحدثا استثنائيا على مستوى تنظيم الفعاليات، سواء من حيث القيمة العلمية أو الفعاليات الثقافية المصاحبة أو نوعية المشاركات ومستوى المتحدثين والمشاركين، متوقعا أن تجذب الأنشطة المصاحبة أكثر من 100 ألف زائر. وسيبحث الملتقى الذي من المقرر أن يشهد عددا من الجلسات العلمية وورش العمل والفعاليات الثقافية المصاحبة، الوضع الراهن للتراث العمراني الوطني وإبراز الدور الاقتصادي للاستثمار في مجال تطوير مواقع ومباني التراث العمراني في المملكة وتحديد المعوقات التي تعترض تمويل مشاريع المحافظة على التراث العمراني وتنميتها وإيجاد الحلول المناسبة لتذليلها وذلك بمشاركة أكثر من 40 متحدثا محليا ودوليا من المتخصصين في مجال التراث العمراني. إن تنظيم الملتقى في نسخته الأولى من المتأمل أن يكون بإذن الله متميزا وجديرا بالثقة، وقال إن الملتقى سيجمع عددا من الفعاليات المتنوعة، مبينا أنه من المتوقع أن تجذب الفعاليات المصاحبة أكثر من 100 ألف زائر، كما أن فرق ولجان العمل والتجهيز والإعداد للملتقى عملت منذ وقت مبكر ويتطلعون إلى أن يشكل الملتقى حدثا استثنائيا على مستوى تنظيم الفعاليات سواء من حيث القيمة العلمية أو الفعاليات الثقافية المصاحبة أو بنوعية المشاركات ومستوى المتحدثين والمشاركين. تتضمن أيام الملتقى الخمسة عددا من الأنشطة العلمية والتراثية المتخصصة والموجهة للأسرة والطفل، حيث تعقد في فندق «هيلتون جدة» الجلسات وورش العمل والمعرض المصاحب التي تنظمه الأمانات المختلفة في المملكة والجهات المتخصصة والراعية. وتبدأ أنشطة الهيلتون الليلة وتنتهي الأربعاء، وسيفتتح المعرض والملتقى الأمير خالد الفيصل بحضور صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، وصاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد جدة رئيس مجلس التنمية السياحية. وتعقد الأنشطة التراثية التفاعلية الحرفية في الرد سي مول، إضافة إلى المعارض التشكيلية المرتبطة بالتراث العمراني، وكذلك معرض مؤسسة التراث العمراني الخيرية، ومعرض الصور والمعرض الموجه للطفل وهو بعنوان «لون والعب»، وتبدأ من الاثنين حتى الجمعة، وسيفتتحها الأمير سلطان بن سلمان والأمير مشعل بن ماجد. وأوضح العمري أن أنشطة جدة التاريخية التي تشرف عليها أمانة جدة، تبدأ غدا وتنتهي الجمعة، ويفتتحها أيضا رئيس هيئة السياحة وأمين جدة. كما تعقد ثلاث ورش عن الاستثمار في التراث العمراني في الغرفة التجارية، يفتتحها الأمير سلطان بن سلمان ورئيس غرفة جدة صالح كامل ظهر غد. وقال إن 40 متحدثا محليا ودوليا بارزا سيشاركون في الملتقى، يتقدمهم صاحب الأمير سلطان بن سلمان والمهندس هاني أبو رأس، ومدير جامعة الملك عبدالعزيز الدكتور أسامة طيب، ونائب وزير التعليم العالي الدكتور أحمد السيف، إضافة إلى الخبراء والمتخصصين الذين سيشاركون في الورش والجلسات العلمية واللقاءات في مجالات التراث العمراني.