يبحث ملتقى التراث العمراني الوطني الأول الذي تنظمه الهيئة العامة للسياحة والآثار في جدة من الغد وحتى 20 ذي الحجة الجاري، تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة، الوضع الراهن للتراث العمراني الوطني، وإبراز الدور الاقتصادي للاستثمار في مجال تطوير مواقع ومباني التراث العمراني في المملكة، وتحديد المعوقات التي تعترض تمويل مشاريع المحافظة على التراث العمراني وتنميتها وإيجاد الحلول المناسبة لتذليلها. وأكد المدير التنفيذي للهيئة العامة للسياحة والآثار في منطقة مكةالمكرمة المدير التنفيذي للملتقى محمد بن عبدالله العمري، أن الملتقى الذي يشارك فيه عدد من القطاعات الحكومية والأهلية في مقدمتها جامعة الملك عبدالعزيز وأمانة محافظة جدة والغرفة التجارية الصناعية، سيشهد عددا من الجلسات العلمية وورش العمل والفعاليات المصاحبة، ويبحث جملة من الموضوعات موزعة على 14 جلسة عمل مكثفة وتتركز في خمسة محاور هي: التراث العمراني في المملكة بشكل عام وفي منطقة مكةالمكرمة بشكل خاص، الاستثمار في المحافظة على التراث العمراني وتنميته، التعليم والتدريب في مجال التراث العمراني والتجارب التصميمية المعاصرة التي توظف التراث، التمويل، التقنية والكوارث الطبيعية وأثرها على التراث العمراني. وأعرب عن الأمل في أن يكون الملتقى في نسخته الأولى متميزا وجديرا بالثقة وحدثا استثنائيا على مستوى تنظيم الفعاليات، سواء من حيث القيمة العلمية أو الفعاليات الثقافية المصاحبة أو نوعية المشاركات ومستوى المتحدثين والمشاركين، متوقعا أن تجذب الفعاليات المصاحبة أكثر من 100 ألف زائر. وأوضح أن أيام الملتقى الخمسة ستتضمن عددا من الفعاليات العلمية والتراثية المتخصصة والموجهة للأسرة والطفل، حيث تعقد في فندق «هيلتون جدة» الجلسات وورش العمل والمعرض المصاحب التي تنظمه الأمانات المختلفة في المملكة والجهات المتخصصة والراعية،?وتبدأ فعاليات الهيلتون الاثنين وتنتهي الأربعاء، وسيفتتح المعرض والملتقى الأمير خالد الفيصل بحضور صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، وصاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد محافظ جدة رئيس مجلس التنمية السياحية. وتعقد الفعاليات التراثية التفاعلية الحرفية في الرد سي مول، إضافة إلى المعارض التشكيلية المرتبطة بالتراث العمراني، وكذلك معرض مؤسسة التراث العمراني الخيرية، ومعرض الصور والمعرض ?الموجه للطفل وهو بعنوان «لون وألعب»، وتبدأ من الاثنين حتى الجمعة، وسيفتتحها الأمير سلطان بن سلمان والأمير مشعل بن ماجد. وأوضح العمري أن فعاليات جدة التاريخية التي تشرف عليها أمانة جدة، تبدأ الثلاثاء وتنتهي الجمعة، ويفتتحها أيضا رئيس هيئة السياحة وأمين جدة. كما تعقد ثلاث ورش عن الاستثمار في التراث العمراني في الغرفة التجارية، يفتتحها الأمير سلطان بن سلمان ورئيس غرفة جدة صالح كامل ظهر الثلاثاء. وقال إن 40 متحدثا محليا ودوليا بارزا سيشاركون في الملتقى، يتقدمهم صاحب الأمير سلطان بن سلمان والمهندس هاني أبو رأس، ومدير جامعة الملك عبدالعزيز الدكتور أسامة طيب، ونائب وزير التعليم العالي الدكتور أحمد السيف، إضافة إلى العشرات من الخبراء والمتخصصين الذين سيشاركون في الورش والجلسات العلمية واللقاءات?في مجالات التراث العمراني. وأضاف أن الدعوات وجهت إلى عدد من الجهات ذات العلاقة وذلك بهدف إثراء المشاركات والحوار في فعاليات الملتقى، وسيحظى بمشاركة عدد من المسؤولين في الوزارات من الجهات الحكومية ذات العلاقة وهيئات التطوير، الجامعات، الغرف التجارية، مجالس التنمية السياحية، القطاع الخاص، المكاتب الهندسية، شركات ومؤسسات المقاولات والتطوير العقاري، شخصيات من المجتمع المحلي، الطلبة من التعليم العام والتعليم العالي، الحرفيين، الهيئات والمنظمات العربية والعالمية ذات العلاقة، الجمعيات الخيرية، ولجان المباني الآيلة للسقوط في مناطق ومحافظات المملكة، إذ سيجري بحث دور التعليم الجامعي في المملكة في مجال التراث العمراني، رفع مستوى وكفاءة التنسيق والشراكة بين الجهات ذات العلاقة بالتراث العمراني في المملكة بما يعود بالمنافع الاجتماعية والعوائد الاقتصادية وزيادة فرص العمل في مجال المحافظة وإعادة تأهيل واستثمار مباني ومواقع التراث العمراني، الإشكالات التقنية التي يعاني منها التراث العمراني وفرص البحث العلمي والاستثمار الاقتصادي في هذا المجال. من جهته، أكد أمين عام غرفة جدة عدنان مندورة على أهمية محاور وأهداف الملتقى. وقال إن?الملتقى يستضيف شخصيات مهمة ويضعهم على طاولة واحدة لمناقشة واستعراض تجارب ناجحة في مجال الاستثمار في تطوير التراث العمراني وتوظيفها اقتصاديا، مضيفا أن الملتقى يعتبر فرصة ثمينة للقاء مختلف الجهات ذات العلاقة للتعرف على فرص ومعوقات ومستقبل التراث العمراني. أما رئيس بلدية جدة التاريخية المهندس سامي نوار، فقال إنه إضافة إلى القيمة العلمية للملتقى فإن الفعاليات الثقافية المصاحبة تعطيه?تنوعا وجمالا وبعدا آخر، مشيرا إلى المعرض المصاحب للملتقى والذي يعقد في ساحات وأزقة منطقة جدة التاريخية، التي تشهد على مدار أيام الملتقى عددا متنوعا من الفعاليات، منها معرض مشاريع جدة التاريخية في بيت نصيف، إضافة إلى فعاليات ترميم نموذج لأحد المباني التاريخية في جدة التاريخية، ومعرض للفنون التشكيلية بساحات وطرقات جدة التاريخية، وفعالية «منادي السوق». وأضاف أن ذلك يؤكد حرص أمانة جدة على التراث العمراني الذي تتميز به جدة. من جانبه، أكد الدكتور عدنان عدس من جامعة الملك عبدالعزيز أن الملتقى يعتبر أحد الأنشطة التي تقدمها الهيئة بمساندة شركائها لتعزيز ارتباط المواطن بتراثه الوطني، وتكثيف البحوث والدراسات والنقاشات الهادفة إلى خدمة قضايا التراث ودعمها من خلال عدد من الفعاليات التراثية، وجلسات وورش العمل التي تتناول القضايا المتعلقة بالتراث الوطني في المملكة. وأضاف أنه يؤكد على دور جامعة الملك عبدالعزيز بصفة عامة وكلية تصاميم البيئة بصفة خاصة، في دعم كل ما يهم التراث العمراني والمحافظة عليه، كما يؤكد حرص مدير الجامعة الدكتور أسامة الطيب على هذا التوجه الذي يصب في المصلحة الوطنية للعمق التراثي والحضاري للمملكة. ويذكر أن هذا الملتقى ينظم في إطار تفعيل توصيات المؤتمر الدولي الأول للتراث العمراني في الدول الإسلامية الذي نظمته الهيئة بالشراكة مع عدد من الجهات أخيرا، تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين، والذي سيعقد سنويا في إحدى مناطق المملكة بالتعاون مع الأمانات والجامعات المحلية.