توفي الفنان الكويتي منصور المنصور (70 عاما) أثناء مشاركته في تقديم عرض لمسرحية (المكيد) المرشحة من المجلس الوطني الكويتي للثقافة والفنون والآداب للعرض في الجزائر. وأوضح ل«عكاظ» شقيقه محمد أن الراحل توفي ظهر أمس بعد أن تعرض لأزمة قلبية. وقال «عند وصوله مع فريق المسرحية للجزائر تغير عليه الجو، حيث كان باردا ولم يستطع تحمله، لذلك دخل المستشفى بعد أن اشتد عليه الألم في القلب الذي يعاني منه منذ فترة، إضافة إلى مرض السكر». وعن آخر مكالمة تمت بينهما، قال «البارحة الأولى اتصلنا من الكويت للاطمئنان عليه وإبلاغه أننا سنرسل ابنه عماد وأخانا حسين للوقوف إلى جانبه وإعادته للكويت، لكن فوجئنا عند الظهر بإبلاغنا أنه توفي»، وعن وصول الجثمان للكويت، قال «الجثمان سيصل للكويت فجر الجمعة». الراحل يعد من أبرز الوجوه الإعلامية والفنية في الكويت، حيث حصد خلال مشواره الفني العديد من الجوائز العربية والخليجية والكويتية. درس في مدارس الصباح والشرقية والنجاح والصديق والمتنبي. شارك في عام 1958 ممثلا في مسرحية (الحاكم بأمر الله) على خشبة مسرح مدرسة المتنبي المتوسطة، وفي عام 1959 بدأ التمثيل في إذاعة الكويت في برنامج (من الدريشة) مع زملائه عبد العزيز الفهد وصالح حمدان ومحمد الشمالي وعباس عبد الرضا. وفي عام 1961 عين موظفا في إذاعة الكويت في فرز رسائل برنامج (ما يطلبه المستمعون)، وفي عام 1965 انتقل إلى مكتب أشرطة التسجيلات، وهناك لاحظ المسؤولون جهده وطموحه وإصراره على التعلم، فأرسلوه في بعثة لدراسة الإخراج الإذاعي في مصر. بعد عودته إلى الكويت عين نائبا لرئيس قسم المخرجين في الإذاعة، ثم رئيسا للقسم، ورقي بعد ذلك ليصبح رئيسا لقسم المنوعات في الإذاعة، ثم مراقبا للقسم، من ثم تولى منصب مراقب البرامج الفئوية، وتقاعد عن العمل بعد تحرير الكويت. الراحل إلى جانب التمثيل كان يمارس لعبة كرة القدم، حيث لعب حارسا للمرمى في ناديي (الندوة) و(التعاون). وأوضح الإعلامي الكويتي باسل الزاير «الفنان المنصور كان وجها فنيا كويتيا وعربيا، طالما احتل المكان الأكثر تميزا في الأعمال الفنية سواء التلفزيونية أو المسرحية، فلقد استطاع أن يقدم أعمالا فنية تنقل خلالها من دور إلى دور، وتقمص شخصيات مختلفة لما تميز به من مواهب فنية طبعت شخصيته في قلوب الكثير من محبيه وعلى امتداد رقعة وطننا العربي»، وأضاف «نعزي عائلة المنصور في فقيد الكويت وأحد أعلام الفن». من جهته، قال الباحث الدكتور أحمد العنزي «فقدت الساحة الكويتية برحيل المنصور واحدا من أهم الفنانين من الرعيل الأول الذين أسسوا الفن في الكويت». أما الفنان نايف الراشد فقال «تميز المنصور بالابتسامة والخلق والموهبة». وأضاف «فقدنا علما فنيا ساهم في وصول الدراما الكويتية إلى قلوب المشاهدين بما يحمله من إخلاص لعمله ومصداقية مع مشاهديه، لذلك نفذ بفنه إلى قلوب المشاهدين في كل الأقطار العربية».