كشف قائد قوة أمن الحرم المكي العقيد يحيى الزهراني عن مشاركة قوة نسائية في إدارة الحشود في الحرم خلال موسم حج العام الحالي، إلى جانب عناصر نسائية سرية تعمل حاليا مع وحدة البحث والتحري لضبط حالات التعدي والنشل داخل المسجد الحرام. قائد قوة أمن الحرم العقيد الزهراني ل عكاظ : 8 آلاف لإدارة الحشود في الحرم المكي حوار: عبد الله الداني المشاعر المقدسة كشف قائد قوة أمن الحرم المكي العقيد يحيى الزهراني عن خطة حديثة لإدارة الحشود داخل الحرم وساحاته، ينفذها 1600 فرد و 27 ضابطا. وأوضح الزهراني ل «عكاظ» أن خطة إدارة الحشود في حج هذا العام تتمثل في قوات الطوارئ، قوات الحج والعمرة، قوات إدارة الحشود، قوات من الحرس الوطني والجيش. ودعا قائد قوة أمن الحرم المكي الحجاج إلى عدم اصطحاب الأطفال إلى المسجد الحرام، كما طالب أهالي مكةالمكرمة بالصلاة في المساجد المجاورة لمنازلهم وإتاحة الفرصة للحجاج لأداء مناسكهم والصلاة في الحرم المكي. وأشار الزهراني إلى أن عناصر نسائية سرية تشارك مع وحدة البحث والتحري في ضبط حالات التعدي والنشل داخل المسجد، موضحا أن خطة العام المقبل ستشهد تطويرا لضبط الأمن داخل المسجد وفقا للتقارير المرفوعة عن إيجابيات وسلبيات خطة هذا العام. إلى التفاصيل: كيف تتم صياغة خطة أمن الحرم الخاصة بالحج؟ القيادة تعمل ضمن القيادات المرتبطة بشرطة أمن مكةالمكرمة ومن ثم الأمن العام وتعمل وفق خطط مدروسة يبدأ إعدادها منذ نهاية الموسم السابق على شكل دروس مستفادة حيث ترفع تقارير وما كان منها إيجابيا تتم المحافظة عليه وتطويره للأفضل، وإذا كانت هناك سلبيات تعقد عدة ورش لمعالجها. ويبدأ العمل عادة منذ 20 ذي القعدة من كل عام حيث تباشر قوة أمن المسجد الحرام مهامها وتتغير ساعات العمل حيث تعمل بكامل قوتها وهي ما يقارب 1600 فرد و27 ضابطا بالإضافة إلى عناصر نسائية ومتعاونين، وتشارك معنا قوة من شرطة مكةالمكرمة قوامها ستة آلاف فرد خلال المرحلة الأولى التي تنتهي غرة ذي الحجة وتنضم إلينا بعد ذلك قوات أمن الحج والعمرة للعمل في الساحات وكذلك قوات الطوارئ الخاصة وقوات إدارة الحشود ويستمرون معنا حتى العاشر من ذي الحجة حيث تضاف لنا أيضا قوات من الجيش وقوات من الحرس الوطني وكل هذه القوات تعمل تحت قيادة موحدة لمساعدة قوة أمن المسجد الحرام في تحويل مسارات الحجاج إلى الساحات الخارجية والأدوار العليا والأروقة الداخلية في حالة امتلاء صحن المطاف وفق خطة مدروسة توضع بواسطة القيادة والسيطرة في الأمن العام التي ترتبط بها قوة عمليات أمن المسجد الحرام لأخذ التوجيهات ومتابعة الحجاج منذ النفرة من مشعر منى وحتى وصولهم إلى الحرم المكي الشريف. وهناك تنسيق مع وزارة الحج والمطوفين في ما يتعلق بعمليات التفويج إلى الحرم الشريف على دفعات حتى لا يكون هناك ازدحام في الساحات أو ضغط على صحن المطاف. تحدثتم عن سلبيات وإيجابيات تتم دراستها لتحسين خطة كل موسم، ماهي السلبيات التي تم استبعادها خلال هذا العام؟ ليس استبعادا وإنما يكون هناك تعديل على الخط، فالأمر في المسجد الحرام كما تعلم يتعلق بطواف وسعي ومصلين. ولكن في أيام التشريق بالذات يكون اهتمامنا مركزا على صحن المطاف حتى لا يكون هناك ضغط. كذلك في ما يتعلق بالسعي في الأدوار العليا، وإن كان المسعى في هذه الأيام ولله الحمد يتسع لأعداد كبيرة سواء في البدروم أو الدور الأرضي وكذلك بالنسبة للدورين الأول والثاني وسطح المسعى. والجهد الكبير ينصب في المحافظة على الكتل البشرية عند نزولها إلى صحن المطاف ويتم تحويلهم إلى الطواف في الدور الأول أو في سطح الحرم. هناك أيضا خطة بالنسبة للعربات في الحرم يتم التنسيق حولها مع رئاسة شؤون الحرمين التي تعمل معنا جنبا إلى جنب في عملية التنظيم. السيول والكوارث هل لكم مشاركة مع قوات الدفاع المدني في ما يتعلق بدرء السيول والكوارث والمخاطر؟ لدينا غرفة عمليات داخل المسجد الحرام يديرها ضباط وصف ضباط من قيادة أمن المسجد الحرام ويوجد معنا في هذه الغرفة مندوبون للهلال الأحمر وجهات أمنية أخرى وقوات الحج والعمرة ومن الطوارئ والجيش والحرس الوطني خلال مشاركتهم معنا في أيام التشريق. وعن طريق هؤلاء المندوبين يتم توجيه العاملين في الميدان سواء من زملائنا في الدفاع المدني أو الهلال الأحمر للانتقال إلى هذه الحالات. وفيما يتعلق بالسيول هنالك شراكة عمل وتواصل بيننا وبين الدفاع المدني. كم عدد البلاغات التي تتلقاها غرفة العمليات ؟ معظم البلاغات التي تقدم لغرفة العمليات إما لحالات مرضية أو إصابات عن طريق سقوط أو ما شابه ذلك. وهناك بلاغات عديدة تتلقاها غرفة العمليات مباشرة أو عن طريق العاملين في الميدان الذين يسهل على الحجاج الوصول إليهم ومن ثم تقدم البلاغات عن طريق جهاز اللاسلكي ومن ثم يعمم البلاغ على جميع العاملين لمتابعة الحالة إن كانت تتعلق بإصابات لا سمح الله أو ما شابه ذلك. هل تداخل هذه البلاغات يسبب لكم إرباكا، وهل هناك خطة لتقسيم التخصصات للضباط والعاملين داخل الغرفة حسب نوعية البلاغات؟ في ما يتعلق بالحالات المرضية أو الإسعافية فهو لا يسبب القلق لأن هذا مفروغ منه وقد يحدث في أي مكان، وما يسبب في إشغال أفراد الأمن عن مهامهم هي تلك البلاغات المتعلقة بفقدان الأطفال. هذا الأمر يتسبب في إشغال غرفة العمليات أو العاملين في الميدان بمتابعة البلاغات أو بالانتقال مع التائهين للأماكن المخصصة لهم. وفي رمضان الماضي عالجنا حوالى 600 حالة بالنسبة للتائهين سواء صغار أو كبار السن. فمن هنا ننادي بعدم اصطحاب الأطفال للحرم لأنهم أولا يشغلون ذويهم عن العبادة ومن ثم يشغلون رجال الأمن عن مهامهم. ألا توجد لديكم خطة لمعالجة مثل هذه الحالات أو تقليص عددها على الأقل؟ نحن كرجال أمن نتعامل مع الحالة في كل الظروف. أما ما أشرت إليه فهذا من اختصاص الأهالي وليس رجال الأمن. ماذا عن حالات السرقة والنشل وهل هناك ظروف مرتبطة بوجود هذه الجرائم؟ حالات السرقة والنشل موجودة بطبيعة الحال ولكنها ليست بالصورة التي تشاع. وهناك مفقودات يتم العثور عليها. وكثيرون من الناس يعتقدون أنه تمت سرقتهم أو نشلت أموالهم ولكن تكون الحقيقة غير ذلك. فنحن لدينا قسم للمفقودات، كما أني أطلب من كل حاج أو معتمر في حالة فقدانه لمبالغ مالية أو وثائق رسمية أن يراجع قسم المفقودات لأن لدينا مبالغ ووثائق وأجهزة جوالات أعيدت لأصحابها. وهذه مسؤولية رجال الأمن في صحن المطاف. وأتمنى من كل حاج وكل معتمر أن يراجع قسم المفقودات وألا يظن فورا أنه قد نشل أو سرق. هناك كثيرون من الحجاج الذين لا يتحدثون العربية ويحتاجون إلى إرشاد، ألا يوجد تعاون بينكم وبين رئاسة شؤون الحرمين في هذا الإطار؟ هناك إذاعة تابعة لرئاسة الحرمين تبث في هذه الأيام على فترات متفاوتة من اليوم، وهناك بعض النصائح والتوجيهات التي تقدم للحجاج وقامت القيادة لدينا بتقديم كثير من النصائح. أليس من المناسب لكم أن تستغلوا قناة القرآن الكريم لتوصلوا من خلالها النصائح بلغات مختلفة؟ ما أشرت إليه نتمنى ألا يكون في قناة القرآن الكريم فحسب، بل في كل القنوات، وأن يتلقى الحجاج هذه التعليمات في بلادهم وقبل وصولهم إلى المملكة، وأن تكون هناك توعية في وسائل النقل بمختلف أنواعها من خلال النصائح والتوجيهات وأن يتم إبلاغ الحاج بما يفترض أن يفعله وما ينبغي عليه أن يتجنبه سواء كانت أمورا أمنية أو تنظيمية. إغلاق البوابات هل تلجأون لإغلاق بوابات الحرم في حالة وجود ازدحام شديد؟ أبدا، فالأبواب لا بد أن تكون مفتوحة لأي طارئ يمكن أن يحدث لا سمح الله داخل الحرم. لذلك من المستحيل أن نغلق الأبواب، ولكن يوجد رجال أمن يحولون وليس منع القادمين إلى الحرم. ويتم تحويل القادمين إلى الحرم للأدوار العلوية حتى يتم تفريغ الحرم ممن أدوا نسكهم ومن ثم تعطى الفرصة للدخول على دفعات. لكن أبواب الحرم لا تغلق نهائيا. ما جديد القيادة هذا العام؟ نحن نسعى لعمل كل جديد. هذا العام تم وضع لوحات إرشادية عن طريق الدفاع المدني وإمارة منطقة مكةالمكرمة ووضع عليها بعض العبارات الإرشادية والصور التعبيرية. كذلك هناك لوحات وضعت على أبواب المسجد الحرام تضاء باللون الأحمر عند امتلاء الحرم وتضاء باللون الأخضر في حالة وجود المساحات الكافية داخل الحرم. وتم تعديل في مسار العربات بالتنسيق مع رئاسة شؤون الحرمين في رمضان وكان له دور إيجابي. وأيضا تم تعديل في مساحات مصليات النساء لإعطاء المجال الأكبر للمصلين. وكذلك تم فتح ممرات جديدة للمسعى لتسهيل الحركة. وهناك تعديلات قد تحدث يوميا من خلال معايشة العمل على أرض الواقع. ألا تسبب لكم ظاهرة الافتراش في ساحات الحرم المكي إرباكا كبيرا وما هي التدابير الاحترازية التي وضعتموها لمنع هذه الظاهرة؟ لا شك أن الافتراش سواء في المشاعر المقدسة أو في ساحات الحرم يسبب إرباكا. لذلك نهيب بوزارة الحج ومؤسسات الطوافة العناية بالحجاج الذين قدموا من خارج البلاد وأن تهيأ لهم كل متطلباتهم سواء السكن أو الإعاشة حتى لا يضطروا للافتراش في الحرم أو ساحاته. حماية الأئمة ماذا عن تعزيز الحماية لأئمة وخطباء الحرم خلال خروجهم ودخولهم للحرم؟ خلال الموسم تتغير ساعات العمل إلى أقل وتتم زيادة عدد العاملين وتزداد الحراسة ليس تحسبا لحدوث أي مخاطر ولكن الزيادة تكون في حراسة الأئمة وفي أي موقع من مواقع الحرم. كم يبلغ عدد المشاركين معكم من كافة الجهات الأمنية لهذا العام؟ لدينا 1600 فرد و 27 ضابطا. داخل المسجد هناك 600 فرد و 6 ضباط. في الساحات تعمل معنا جهات عديدة ولا تحضرني الأرقام من قوات الطوارئ وقوات الحج والعمرة وقوات إدارة الحشود. في أيام التشريق تضاف لنا قوات من الحرس الوطني ومن الجيش. هل للنساء دور في تطبيق هذه الخطة؟ لدينا نساء يعملن في أماكن النساء وهن يرتبطن بقسم البحث والتحري ولهن أعمال خاصة وجهود يشكرن عليها. ماذا عن أبرز التوصيات التي وضعت بعد نهاية الموسم الماضي لهذا الموسم من خلال التقارير المرفوعة؟ كما ذكرت لك فإن ما كان إيجابيا نسعى إلى تثبيته وتعزيزه وما نرى أنه يحتاج إلى تعديل ننفذ ذلك من خلال تكثيف عدد الأفراد أو الضباط أو المعالجة على أرض الواقع إذا كان في مواقع يكثر فيها الازدحام أو يخشى فيها من حدوث اختناق. وهناك تنسيق في ذلك مع رئاسة شؤون الحرمين، وأجريت تعديلات حسبما يراه زملاؤنا العاملون في الميدان. ماخطتكم لثالث أيام التشريق؟ لدينا خطط لهذا اليوم ومابعده، فكل يوم له وضع خاص وخطة معينة. كما أسلفت لك فإننا نحرص تمام الحرص على أن يأخذ الطائفون راحتهم، وأن تكون الطرقات المؤدية للمطاف سالكة أمام الحجاج، وأن يكون هناك وضع خاص لتفريغ صحن المطاف وقت الأذان والإقامة إلى مواقع تكون قد أفرغت للمسارات والأروقة. هل تحرصون على أن يكون جميع العاملين ممن شاركوا في الأعوام السابقة حتى يسهل عليكم تطبيق الخطة؟ هذا الموضوع ليس على مستوى قيادة أمن المسجد الحرام ولكن على مستوى الأمن العام حيث ترد إلينا التعاميم من مدير الأمن العام منذ وقت مبكر بالحرص على أن تكون القيادات الموجودة هي التي شاركت خلال العام الماضي وأن يشارك أعضاء الأمن العام الذين شاركوا والذين كانت لهم أعمال إيجابية لأنهم اكتسبوا الخبرة والدراسة. كيف يتم التنسيق بينكم وبين العناصر السرية؟ عملهم يكون في الإبلاغ فقط ويكون معهم رجال أمن سريون وأية ملاحظة يلاحظها هؤلاء يبلغ بها رجال الأمن ومن ثم يتابع هؤلاء الحالة. فالعناصر السرية معنية بنقل المعلومة فقط، أما إلقاء القبض فهو من اختصاص رجال الأمن..