حقيقة هي.. لم نتآلف حول فكرة مسورة لنا.. لم نتحلق حول المكان، وهو أساس الدول والحضارات والعمل الراتق.. لم ننشئ مصالح، تشريعات، ثقافة منظمة للتحصين أمام الشتات في حياة مستخلفة... لم نسيج، كأمة إسلامية، تعاقدنا مع ذواتنا أولا، لنستكمل معادلة أمننا وعدلنا، ولنقيم أواصرنا بمعزل عن الخلاف والاختلاف، ومستنبطات قيم بيئة الإنتاج ودواليب نظريات العرض والطلب المتعولمة الاستهلاك والأطماع. سنستدعي مانحن أمامه من إفراط وتفريط عقدي فكري، مقابل مسخ الآيديولوجيات ال «متأبلسة» المتبنية لأبشع تشويه ضمن مناهضة شرسة استفقرونا بها ثقافيا بذريعة صراع الحضارات. وتنصيب الإسلام عدوا بعد انقشاع «البعبع» السوفييتي، في مقولات أثبتت هرطقتها تضعه، أي الإسلام، حين يصفونه بأنه المبتغى الفكري الوحيد في الكوكب الذي يتعين تغييبه لأنه المصد المكتمل البنى لتحييد الحلم الرأسمالي الغربي الحالم بالتفرد والهيمنة على المستحضرات البشرية، ليجسد فردوسه المنشود، ويقف التاريخ عنده، ناشرا ثقافته الواحدة، ويخلص إلى نهاية الصراع. بالطبع، في مرحلة الجزر الحضاري الراهن الذي تعيشه الأمة الإسلامية، وتكلسها الفكري الذي عطل قيميته العقدية عن استنباط الحلول الناجعة لمتاهة معاناته المتشبعة به معانيه، وإخفاقها في إدارة طاقاتها النهضوية، ومواردها الطبيعية، أفضى بها إلى مراحل الكلالة واللاجدوى واليأس. وعندما نقف عند تخوم الحديث النازف بأوجاعنا الإسلامية، فإننا لا محالة نقتحم معادلة الخلل المركب في جوانبه الاجتماعية، السياسية، الاقتصادية، التطبيقية، ومظاهر البقاء المقاوم للفناء. ويواجهنا، أيضا، الطرح الفلسفي الذي يفضي بنا إلى إجابات متباينة، تسيرها الآيديولوجيات بسياساتها العامة الموجهة لنظم صناعة قرار الأمة الإسلامية، تحتكم إلى التأويل والاجتهاد السياسي المصلحي، عندئذ نجدنا أمام دوامة من التشعب، الارتباك، والإرباك، لن نخرج بإجابة شافية. نعلم جيدا، أن الكوكب برمته تشغله أتون أزمة مفتعلة ووبائية اخطبوطية سافرة، بيد أننا، كأمة إسلامية، لن نستثنى من هذا التواتر. ولكننا، على الأقل، لم نحاول حتى أن نتمعن ونحسن قراءة هذه الأزمات، يخالجنا الافتقار إلى الاستنتاج والتبصر من الماثل حولنا، بذهنية المعتبر المستوعب والباحث عن ضوء النفق الواضح الفحوى ضمن المنزل العقدي، وتلك معضلتنا. وفي المنقلب الآخر، ترى ثلة منا أن العالم المتقدم تقنيا تبصر موطئ قدمه في مناهضتنا أو حول معرفة مايريد منا، وهو ليس ذلك الذي يتفق معنا عقديا، فيما نرزح نحن تحت وطأة التقليد اسما وشكلا، دون حتى الحلم في كيفية الخروج من المتاهة والتأطير التشرذمي لفكر «المتأبلسين» ، بل الركون إلى أن يأتي ملك الموت. في حاجة نحن إلى إمعان التفكير بأدواته ومؤسساته في صيرورتنا، فما حدث حدث، نكوصا عن خنوع الأمة وجداريات العجز الماثل، وبمعزل عن أن يصبح الحراك الفكري المنقذ، رغم تقاطر الوفود والندوات والمؤتمرات التي يمكن بتبصر الواقع أن تثمر، محصورا في الفنادق وأضواء الفلاشات. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 242 مسافة ثم الرسالة