ألقت الثورات العربية والاضطرابات القائمة في بعض الدول بظلالها على أدعية حجاجها لتتحول من الهم الخاص والذاتي إلى الهم الجماعي. إذ أجمع عدد من الحجاج العرب، التي تمور بلدانهم بالاضطرابات والثورات وعدم الاستقرار، على توحيد الدعاء للوحدة وترك الأدعية الفردية. هذه الحالة العجيبة لأكثر من ست دول عربية تظهر بشكل بارز لأول مرة في حج هذا العام، حيث أجمع حجاج دول مصر، تونس، ليبيا، اليمن، سورية، العراق على أن دعاءهم كان هذا العام موحدا يخص دولهم وليس أنفسهم. ويؤكد الحاج أحمد سيد من جمهورية مصر العربية أن دعاءه اتفق مع دعاء زملائه في الحملة، حيث تصدر دعاء عودة الأمن والأمان والاستقرار لبلدانهم وأن تمر الأزمة بسلام. الحاجة أم فتحي قالت «نسينا أنفسنا في الحج ودعينا لبلادنا لأن الوضع لدينا مازال مضطربا ونتمنى عودة الاستقرار الكامل لمصر وأن تتجاوز أزمتها وهي أكثر قوة». حجاج سورية أشاروا إلى أن معظم أدعيتهم كانت بأن يمن الله عليهم بصلاح أوضاع بلادهم وحقن دماء أبنائهم والانتقام ممن يعيثون في البلاد فسادا ويروعون الآمنين، فقال أبو موفق «دعواتنا كانت موحدة بأن تحقن دماؤنا لأن الوضع في سورية متأزم للغاية ونحن نخاف على بلادنا من أن يتكرر ما حصل في ليبيا والعراق». وتؤكد الحاجة عليا على أن دعوات السوريين كانت محصورة في عودة الأمن وحقن الدماء وتحسن الأوضاع المعيشية والاقتصادية وصلاح الأحوال. حجاج ليبيا وتونس كانوا يلحون بالدعاء ويكثرون من قول «ربنا تجاوز بنا إلى بر الأمان» وهو ما بينه كمال حمرون من تونس والحاجة أم دعاء التي أشارت إلى أنها أكثرت من الدعاء يوم عرفة بنجاح الحكومة الجديدة التي ستسلم زمام الأمور في تونس وأن يولي الله على تونس خيارها». أما الحاج عبداللطيف الليبي فقال «دعوت الله بأن يرحم شهداءنا وأن يمن علينا بالرأي السديد الذي يجمعنا ولا يفرقنا ويصلح أحوالنا وأحوال كل المسلمين وينصر المظلومين ويخزي الظالمين». حجاج اليمن وجدوا الحج فرصة ذهبية لتوحيد الدعاء بأن تتجاوز اليمن أزمتها وتنتقل من مرحلة القتل وسفك الدماء والاضطرابات والمظاهرات إلى حالة الأمن والأمان والرخاء والاستقرار، علي يحيى، الذي جاء من اليمن وقلبه مازال مع أهله وأبنائه في صنعاء، يؤكد أن دعاءه كان بأن يحفظ الله اليمن وتتجاوز أزمتها وأن يختار الله لها الأصلح. وتشير أم علي إلى أنها أكثرت من الدعاء لشهداء قريتها، متمنية أن تخرج اليمن من شلالات الدماء التي تراق فيها بشكل شبه يومي إلى حياة الأمان والاستقرار، وأضافت «تركنا الدعوة لأنفسنا وخصصناها لبلادنا وأمنها واستقرارها وإصلاح أحوالها».