ربما لم يعد طقس عيد الأضحى أسريا بامتياز، كان يتسم بالبساطة بعد صلاة العيد ينتهي كبير الأسرة أو الرجال فيها بذبح الأضاحي وتقسيمها والإفطار ثم السلام على كبار السن والجيران في الحارة.. العيد الآن ومظاهره تغيرت لكونه يأتي مع الإجازة يستثمر في السفر، بالتالي تجاوز الناس تفاصيلهم البسيطة في الأعياد منتقلين إلى مراحل أكثر تعقيدا مرتبطة بحجوزات السفر وضرب الأخماس في الأسداس بخصوص ميزانية السفر، والقلق من توافر حجوزات للفنادق.. إلخ هذه التفاصيل المرهقة. الأكثر وضوحا هذا العام هو حجم الضغط على قطاع السياحة في دول الخليج نتيجة ما يعصف بالدول العربية التي عرفت سابقا بأنها وجهة السياح الخليجيين، تكبد قطاع السياحة في الدول المضطربة بعد سقوط أنظمتها أو التي تشهد ثورات وتعاني من انهيار اقتصاداتها.. خسائر فادحة. الرياض العاصمة تشهد غزوا منتظما من المناطق والمحافظات المحيطة بها، ويتبادل أهالي الشرقية والغربية وسكان الرياض الزيارات بما يجعل المدن الرئيسة تختنق ونسبة إشغال الإيواء 100 % وسط إقبال ضعيف جدا على مستوى الاستثمار في الشقق المفروشة والفنادق.. وأصبحت الشاليهات والاستراحات بديلا مؤقتا، وهو غير مرغوب فيه لارتفاع الأسعار الفاحش. من جانب آخر، أين يكون المتنفس ليالي العيد وبأقل التكاليف..! للأسف حتى الآن مراكز التسوق هي المكان الأمثل لتوافر خيارات الطعام ومساحات ألعاب الأطفال والجلوس والتسوق بما يجعل ربط الترفيه والاحتفال بالعيد بالجانب الاستهلاكي سلوكا مدعوما بحجم المتوافر لاحتواء مناسبة العيد التي أصبحت متناسخة مع مناسبات أخرى عادية مثل إجازة نهاية الأسبوع، ما يفقدها المتعة والبريق المرتبط بفرحة العيد..! مدينة مثل دبي في عيد الأضحى 2011م، إلى جانب التقديرات المبدئية للسياح السعوديين فقط حصدت 60 مليون ريال وكرقم مبدئي فقط للحجوزات، مساء العيد اختنقت مراكز التسوق بطريقة توحي بأن غير المسلمين وكافة الجنسيات في يوم يعتبر إجازة شبه موحدة لا يعني شيئا آخر عدا التنزه في مركز تسوق يغص بشرائح من الناس تكتفي بالتسكع..! الأحوال الاقتصادية المتردية عالميا لا تنبئ بقوة شرائية تمنح منطقية لهذه الحشود التي تطوف في «المولات» بدون حمل سلع تستحق الذكر، والأحوال الجوية ليست بتلك الحرارة والسوء، عدا نسبة من الرطوبة الخانقة نوعا ما للقادمين من مناطق جافة، في منطقة الخليج حتى الآن لم يتم تبني مشاريع تحتوي آلاف الأسر بما يجعل المراكز التجارية متنفسا بديلا، ويبقى السؤال: لماذا سمحنا لهذه الثقافة أن تحل بديلا عن عيد الحارة وجمالياته..!. [email protected] للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 239 مسافة ثم الرسالة