ما أقبح الإنسان حين يتحول إلى كائن منزوع الإحساس وعديم الشعور، لا يتردد في ممارسة أعنف التصرفات وأشرسها ضد الآخرين.. ما أقبحه حين لا يتورع عن الإيغال في الأذى والاعتداء وسفك الدم بأعصاب باردة وكأنه ينفذ مهمة سهلة ضمن متطلبات وظيفته.. أي حرمة للحياة حين يراق دم الإنسان بمنتهى البساطة؟؟ أي أعصاب صدئة تلك التي تجعل شخصا يوجه رصاصة إلى رأس إنسان أعزل في يوم عيد مقدس؟؟ ألا تكفي الأيام التي مضت، وأليس في الأيام القادمة متسع إذا كان لا يوجد بديل عن إزهاق الأرواح؟؟ ألم يكن ممكنا استثناء هذا اليوم من لغة السفك التي لم تتوقف ولم تتغير؟؟ أي عيد ذلك الذي شاهدناه في سورية؟؟ الرئيس يتوسط حاشيته في جامع النور بمدينة الرقة، يحاول جاهدا أن يتصنع ملامح السكينة والأمان والطمأنينة وهو يتابع الخطيب الذي حول خطبة العيد إلى بيان سياسي للنظام، بينما الرصاص يحصد الصغير والكبير في شوارع حمص وغيرها من المدن والقرى، لينتهي يوم العيد بأكثر من عشرين قتيلا.. لم يعد ممكنا تحديد عدد الذين يموتون كل يوم، فالمتاح فقط هو الإشارة إليهم ب «أكثر» من أي رقم تقريبي!!.. يقال إن يوم العيد شهد أكثر من عشرين ضحية بشرية، حدث ذلك في وقت الهدنة التي أبرمتها جامعتنا العربية العظيمة مع النظام السوري، أو على الأصح فترة التمديد التي أعطتها له لحصد المزيد من الأرواح.. حضرات الوزراء الذين أفاقوا على جريمة العيد استنفروا جهودهم ليقرروا أنهم سيعقدون اجتماعا (عاجلا) يوم السبت القادم لبحث الموقف!!. طبيعي جدا ألا يشعر المحاطون بالأمن والرفاهية والبذخ بمأساة السائرين نحو الموت كل صباح، حتى صباح العيد.. وإذا كان الساسة لهم حساباتهم فهل بالإمكان أن يجيبنا أي جندي سوري شارك في المجزرة لو سألناه كيف طاوعك قلبك أن تحول منزلا إلى مأتم في يوم العيد؟؟ ألم يكن بإمكانك أن تتحايل على أوامر قادتك في هذا اليوم على الأقل؟؟.. ربما يكون جوابه الذي لا يستطيع الجهر به: لو لم أفعل لكنت الضحية البديلة.. يا له من زمن قبيح.. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 259 مسافة ثم الرسالة