حرصت المملكة دائما على بذل الغالي والنفيس لخدمة حجاج بيت الله الحرام، ولم تدخر مالا ولا جهدا في توفير كل ما من شأنه تيسير أداء النسك عليهم، فالتوسعات متعاقبة للحرم المكي بلغت ذروتها هذا العام في أكبر توسعة في التاريخ للمسجد الحرام، ومنشأة الجمرات الصرح الهندسي العملاق الذي مكن الحجاج من رمي الجمرات بسهولة ويسر لا مثيل لهما، وقطار المشاعر الذي سهل الانتقال بين المشاعر المقدسة في دقائق معدودة، كل هذه الإنجازات تستحضر من ذاكرة من حج قبل عقد من الزمن وأكثر رحلة عناء وشقاء كان يمر بها الحاج لأداء الركن الخامس في الإسلام، لتلهج ألسنة جميع الحجاج بالدعاء لمن يسر عليهم أداء النسك. وتكاد وزارة الحج تكون الوزارة الوحيدة في المملكة التي ترصد ميزانيتها بشيك مفتوح لبناء وتوفير ودراسة وبحث كل ما من شأنه خدمة حجاج بيت الله الحرام وراحتهم، وتبذل الدولة بسخاء لا حدود له لتوفير بنية تحتية تيسر الحج في المستقبل، وتعالج كافة سلبيات المواسم السابقة وصولا للهدف الأسمى، وهو حج آمن ميسر يقي الحجاج من كل ما يعكر روحانيتهم وصفوهم ويفرغهم تماما للعبادة بلا مشقة ولا عناء ولا خطر. إن ما تبذله المملكة لخدمة الحجاج نموذج يبعث على الفخر والاعتزاز، ويرسخ مكانة المملكة كدولة قائدة في العالم الإسلامي استحقت بجدارة أن تحتل هذه المكانة العالية وتفرض احترامها على كل دول العالم. والقادم أجمل وأفضل، فالرؤية الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتقديم أفضل الممكن من مشاريع وخدمات تحمل بين طياتها الكثير مما يصعب حصره وتصور نتائجه العظيمة التي سترى النور تباعا بإذن الله.