أعلن جيش جنوب السودان اعتقال معارض بارز متهم بالتحضير لحركة تمرد للإطاحة بحكومة هذا البلد المستقل منذ نحو أربعة أشهر فقط. وأوضح المتحدث بلسان الجيش فيليب آغوير أنه جرى اعتقال بيتر عبدالرحمن سولي رئيس حزب الجبهة الديموقراطية المتحدة الخميس في معسكر سري لمقاتلي حرب العصابات، قرب منطقة جامبو في ولاية غرب الاستوائية، بعد أن دهمت وحدة صغيرة من الجيش الشعبي لتحرير السودان (متمردون جنوبيون سابقا) مخبأه. وتابع آغوير: «حاولوا المقاومة وحصل تبادل لإطلاق نار، أسفر عن مقتل متمردين اثنين وجندي من الجيش»، مضيفا: «بدأ يجند العناصر لتمرد مسلح، وكان بين من جندهم عناصر من الجيش بينهم ضابط برتبة ميجور تخلف عن مقر الجيش الشعبي قبل ثلاثة أسابيع». واسترسل المتحدث أن الميجور، واسمه الأول إيمانويل، سقط في تبادل إطلاق النار، بينما ألقي القبض على سولي دون أن يلحق به أذى». ولم يفصح آغوير عن عدد الذين تعتقد الاستخبارات العسكرية الجنوبية أن سولي نجح في تجنيدهم من المتمردين استعدادا لهجوم على الحكومة، بيد أنه قال إن الكثيرين كانوا من الشباب. وأضاف «تابع الجيش الشعبي تحركاته (سولي) السرية منذ أقيل من حكومة جنوب السودان قبل عام». ولم تزل أسباب تخلي الرئيس سلفا كير عن سولي من الحكومة غير واضحة، ولا الجهة الداعمة لمجموعته، غير أن ما تردد عن تحوله إلى زعيم متمرد شكل صدمة لكثيرين. وأفاد آغوير: «الجميع أصيب بالدهشة، لقد حارب إلى جانبنا خلال 21 عاما من القتال، والآن هو يشن حرب عصابات ضد حكومة جمهورية جنوب السودان». من جانبه، عقّب لام أكول زعيم حزب الحركة الشعبية «دي سي»، وهو حزب المعارضة الرئيس في جنوب السودان، بالقول: «من المفترض إنه زعيم سياسي، لذا لا أعرف ماذا حدث». يذكر أن سولي كان من أبطال الاستقلال، ودعم اتفاق السلام للعام 2005 الذي مهد السبيل لانفصال جنوب السودان عن الخرطوم في 9 يوليو (تموز)، غير أنه رفض الإقرار بالفوز الساحق الذي أحرزه كير بنسبة 93 في المائة في انتخابات العام الماضي، إذ أشار إلى أن الأرقام تثبت تلاعب الحزب الحاكم في الانتخابات.