أبلغ «عكاظ» وكيل وزارة الشؤون البلدية والقروية المشرف العام على المشاريع التطويرية للمشاعر الدكتور حبيب زين العابدين عن عزم الوزارة عرض مشروعين لتطوير مشعر منى على هيئة كبار العلماء بعد الحج مباشرة للبت في أحدهما لبدء التنفيذ فورا. وأفصح الدكتور زين العابدين أن المشروع الأول يتمثل في بناء عمائر على سفوح جبال منى، والمشروع الثاني إنشاء خيام متعددة الأدوار، مشيرا إلى أن سعة المشروع مليون ونصف حاج أي أن سعة منى ستكون مضاعفة في حال إتمام المشروع. ولفت زين العابدين إلى أن المشروع سيكون مدينة متكاملة تشمل طرقا للمشاة وأخرى للسيارات وقطارا جديدا وكل الخدمات التي يجب أن تكون متوافرة، مبينا أن المشروع سينفذ على مراحل ويستغرق من ثلاث إلى خمس سنوات. واعتبر وكيل البلديات أنه من المبكر تقدير تكلفة المشروع كونه ما زال في مراحله الأولى ولم يقر، منوها إلى أنه تم عرض المشروعين على هيئة كبار العلماء في فترة ماضية بشكل عام لكنه في هذه المرة سيعرض بشكل تفصيلي. وأشار زين العابدين إلى أن شكل المشروع وعدد أدوار العمائر أو الخيام سيتعلق بالشكل الهندسي المقترح والتصميم الذي يلائم طبيعة مشعر منى ويستوعب أكبر قدر ممكن من حجاج بيت الله الحرام، موضحا أنه لن يتم تنفيذ المشروعين وإنما سيتم اختيار أحدهما والاستقرار لتنفيذه، مبينا أنه سيتم اختيار شركات هندسية عالمية كبرى لتقديم التصميمات لاختيار الأنسب منها في حال إقرار أحد المشروعين من قبل هيئة كبار العلماء في المملكة . وألمح وكيل وزارة الشؤون البلدية والقروية إلى أن الجهة المستثمرة للمشروع، المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية، ومصلحة التقاعد، مشيرا إلى أن المشروع الجديد في حال إقراره سيتم تقرير الجهة المستثمرة سواء أكانت صناديق الاستثمار أو مؤسسة التأمينات الاجتماعية أو غيرها. من جهته، كشف مصدر اقتصادي رفيع عن تحقيق عمائر منى الست أرباحا تقدر ب 100 مليون ريال، الأمر الذي يعني نجاح المشروع. وكانت العمائر تعرضت لتجربة متعثرة في أعوام ماضية تارة لتأخر استلام المشغلين لها وأخرى بسبب مرض أنفلونزا الخنازير الذي غيب أعدادا كبيرة من الحجاج. من جهته، أبلغ «عكاظ» وكيل معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج للشؤون الأكاديمية الدكتور محمد عبدالله إدريس أن المعهد بصدد إطلاق أضخم دراسة ميدانية لمشعر منى لوضع مخطط شامل يعالج كافة السلبيات المتعلقة بالإيواء والحركة والحشود في منى بعد أن باتت الحاجة ملحة لإعادة النظر في هذه المحاور الثلاثة التي تمثل هاجسا لكافة القطاعات خلال مواسم الحج، حيث ستقود الدراسة في حالة استكمالها إلى زيادة الطاقة الاستيعابية لمشعر منى بمعدلات عالية. وكشف الدكتور إدريس أن الدراسة، التي سينفذها باحثون مختصون في المعهد ويشاركهم فيها 30 جهة حكومية وأهلية معنية بإدارة الحج، ستعتمد على دراسات سابقة نفذها المعهد في العشر السنوات الأخيرة وذلك من خلال أنظمة تحليلية ومحاكاة للوصول إلى مخطط يعالج كافة أوجه القصور الحالية، حيث رفعت التصورات الأولية لهذه الدراسة للمقام السامي وننتظر الموافقة للبدء الفوري في هذه الدراسة التي ستحمل حلا جذريا لكافة المعوقات وتعطي عمرا افتراضيا طويل المدى للمشاريع المنفذة مستقبلا فيه، حيث سيكون المخطط المنتظر مراعيا للإيواء السكني في مشعر منى إلى جانب تطوير طرق المشاة وفصلها عن المركبات وإنشاء طرق حديثة متعددة الاستخدامات وإعادة تصاميم لبعض المواقع التي تشهد كثافة بشرية عالية لتسهيل إدارة الحشود فيها، حيث سيعتمد فريق العمل البحثي في هذه الدراسة الشاملة على تحليل كافة البيانات المتعلقة بمشعر منى والمخزنة في بنك معلوماتي في المعهد للوصول إلى تخطيط عمراني سكني وإيوائي لمشعر منى لعقود مقبلة، مما سيرفع الطاقة الاستيعابية لمشعر منى بعد أن انخفضت المساحات المخصصة للحاج بمعدلات متدنية جدا وصلت إلى 8 . للحاج. من جهة أخرى، كلفت لجنتا الحج العليا والمركزية فريق عمل بحثي مكون من خمسة باحثين من المعهد على متابعة تنفيذ الخريطة التشغيلية للمنطقة المركزية في مكةالمكرمة التي تنفذ لأول مرة هذا العام والتي ترتكز على التنسيق والمواءمة بين كافة الجهات لإدارة الطوارئ والأزمات اللحظية والدائمة.