تعكف هيئة كبار العلماء على دراسة مشروعين لتطوير مشعر منى وزيادة استيعابية الأعداد المتزايدة من الحجيج، وأكد ل «عكاظ» عضوان في هيئة كبار العلماء أن المشروعين تحت الدراسة، حيث رفض العضو والمستشار في الديوان الملكي عضو اللجنة الدائمة للإفتاء والبحوث الدكتور عبدالله المطلق الحديث، مشيرا إلى أن المشروعين ما زالا تحت الدراسة ولن يستبق الأحداث ببيان الرأي. بينما أكد عضو هيئة كبار العلماء عضو المجلس الأعلى للقضاء الدكتور علي بن عباس الحكمي أن الاختيار سيكون مناطا بتحقيق المقصد الشرعي والمصلحة العامة، مشيرا إلى أن فكرة البناء على سفوح جبال منى فكرة قديمة متجددة، لافتا إلى أن العمائر الست الموجودة في منى ما زالت في طور التجربة، ولا يمكن الحكم على نجاحها إلا بعد تقييم التجربة كاملة، مشددا على أن الدولة حريصة على المشاريع المفيدة للحاج، مؤكدا على أن البناء في منى ينتظر فتوى شرعية من قبل هيئة كبار العلماء، مبينا أن المشروعين مازالا تحت الدراسة وسيتم النظر في تنفيذ المشروع الأنسب من الناحية الشرعية أولا والتنظيمية ثانيا. من جهته، بين وكيل وزارة الشؤون البلدية والقروية المشرف العام على المشاريع التطويرية للمشاعر الدكتور حبيب زين العابدين أن الوزارة عرضت مشروعين لتطوير مشعر منى على هيئة كبار العلماء بعد الحج مباشرة للبت في أحدهما لبدء التنفيذ فورا. وأفصح الدكتور زين العابدين عن أن المشروع الأول يتمثل في بناء عمائر على سفوح جبال منى، والمشروع الثاني إنشاء خيام متعددة الأدوار على سفوح الجبال، مشيرا إلى أن سعة المشروع مليون ونصف المليون حاج، أي أن سعة منى ستكون مضاعفة في حال إتمام المشروع. لكن زين العابدين أوضح أنهم لم يتلقوا حتى الآن أي تساؤل من قبل الهيئة حول المشروعين وأنهم بانتظار أي استفسار أو تساؤل ليتم بعدها الاجتماع معهم ووضع الرؤية النهائية للمشروع المختار. ولفت زين العابدين إلى أن المشروع سيكون مدينة متكاملة تشمل طرقا للمشاة وأخرى للسيارات وقطارا جديدا وكل الخدمات التي يجب أن تكون متوافرة، مبينا أن المشروع سينفذ على مراحل ويستغرق من ثلاث إلى خمس سنوات. واعتبر وكيل البلديات أنه من المبكر تقدير تكلفة المشروع كونه ما زال في مراحله الأولى ولم يقر، منوها إلى أنه تم عرض المشروعين على هيئة كبار العلماء في فترة ماضية بشكل عام، لكنه في هذه المرة يدرس بشكل تفصيلي. وأشار زين العابدين إلى أن شكل المشروع وعدد أدوار العمائر سيحدده الشكل الهندسي المقترح والتصميم الذي يلائم طبيعة مشعر منى ويستوعب أكبر قدر ممكن من حجاج بيت الله الحرام، مبينا أن الخيام في الغالب ستكون من دورين، موضحا أنه لن يتم تنفيذ المشروعين وإنما سيتم اختيار أحدهما والاستقرار لتنفيذه، مبينا أنه سيتم اختيار شركات هندسية عالمية كبرى لتقديم التصميمات لاختيار الأنسب منها في حال إقرار أحد المشروعين من قبل هيئة كبار العلماء في المملكة. وألمح وكيل وزارة الشؤون البلدية والقروية إلى أن الجهة المستثمرة للمشروع، المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية، ومصلحة التقاعد، مشيرا إلى أن المشروع الجديد في حال إقراره سيتم تقرير الجهة المستثمرة سواء أكانت صناديق الاستثمار أو مؤسسة التأمينات الاجتماعية أو غيرها.