أوضح مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، أنه لا جمعة على الحجاج في منى يوم التروية، مبينا أن السنة أداء الصلاة قصرا بدون جمع، بحيث تكون كل صلاة في وقتها. وبين المفتي في لقائه بدعاة الحج البارحة في مكةالمكرمة، أنه لا حاجة لفتوى الرمي قبل الزوال بعد اتساع مداخل الجمرات وسهولة التحرك فيها بعد المشاريع الكبيرة التي نفذت أخيرا، وسهلت الرمي على الحجاج. وطالب المفتي العام الدعاة بكتابة الأسئلة الغريبة التي تأتيهم في الحج، حتى يتم تشكيل لجنة لدراستها ووضع الإجابة الشافية لها، ليستفاد منها في السنوات المقبلة. كما حذر الدعاة من الاستعجال في الإجابة عن أسئلة الحجاج، خاصة الشائكة والغريبة التي تحتاج إلى فقيه ينزلها منزلهم، مطالبا التنبه لأسلوب السائل في سؤاله وتمحيصه قبل الإجابة عليه، موضحا «أنتم محاسبون عما تفتون به، فعليكم تقوى الله والبحث عن الدليل في الكتاب والسنة»، مؤكدا أن على طالب العلم مهما بلغ من العلم أن يتحرى ويتأكد قبل أن يصدر أي فتوى، وأن يسأل إخوانه طلاب العلم حتى يكون جوابه موفقا». وكرر المفتي العام ما قاله سابقا، في أنه لا يجوز التحايل على نقاط التفتيش، «كون أن ولي الأمر يريد من ذلك تحقيق الأمن في الحج، وليس القصد التضييق، إنما القصد راحة الحجاج، ومراعاة المصلحة العامة». وأجاب المفتي العام على بعض أسئلة الدعاة الفقهية، مشيرا إلى أن من قال بعدم أداء السعي فإنه يعطل السنن ويقلب الشرع ويخفي شعائر الإسلام، وبين أنه لا طواف وداع لأهل مكة، في الوقت الذي يجب على الحجاج أداء طواف الوداع كونه واجبا. من جهة أخرى، حاضر المفتي العام في النادي الأدبي في مكةالمكرمة حول «شعيرة الحج» البارحة الأولى، حيث حذر من تسييس الحج وجعله منبرا للمهاترات وقال: « حاول البعض أن يجعلوا الحج منبرا سياسيا للمهاترات، وهذا من الإلحاد في الحرم، فليس الحج مكانا للمهاترات وتبادل التهم؛ الحج طاعة لله وقربة يتقرب بها المسلم إلى ربه. كما حث المفتي الحجاج على الالتزام بتعليمات الدولة في الحج بتصريح وقال «الدولة وضعت نظاما، وحماية النظام أولى». وأضاف «الحج ليس منتدى عكاظ وذي المجاز تلقى فيه قصائد التفاخر؛ الحج جاء ليلغي هذه الفوارق فهذه من منافع الحج المتعددة». وطالب مفتي المملكة القائمين على الأندية الأدبية فتح أبوابها للشباب، واحتوائهم وخاصة طلاب المدارس والجامعات، وقال: «على الأندية أن تعمل على جذب الشباب من خلال إقامة المسابقات الثقافية الهادفة التي تجذبهم إلى الأندية»، أضاف «شبابنا أمانة في أعناقنا فلابد من تحصينه وإبعاده عن المنكرات والمخدرات والمسكرات والقنوات الهابطة، وتحصينهم بالدعوة الصادقة وحثهم على مافيه كل خير»وناشد الشيخ عبدالعزيز أصحاب المنتديات الإلكترونية تثقيف الشباب تجاه المواقع الإلكترونية وتبيين خطورة ما فيها حتى يأخذوا ما ينفعهم، ويتركوا ما يضرهم. واقترح مفتي المملكة على أصحاب المنتديات عقد لقاء شهري أو نصف شهري للشباب تحتضنه الأندية الأدبية وقال: «لا بد أن تتسع صدورنا وقلوبنا لأبنائنا لنأخذ ما عندهم، ونسمع منهم ونناقشهم لإقناعهم ولابد من التوعية وليس المنع، ولا بد من صبر ورحابة صدر مع دعوة شبابنا ونقول لهم هذا النادي ناديكم ونجعلهم يناقشون ويبدون ما في أنفسهم ثم نعالج الخطأ»،وأضاف «إيصال الحق للمخالف ليس بالقوة ولا بالغلظة، بل بالإقناع فإذا اقتنع لم يعد إلى ما كان يفعله سابقا».