ما زالت المواقف الإنسانية لصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز، يرحمه الله وأسكنه فسيح جناته، ماثلة في ذاكرة الذين احتواهم الأمير الإنسان الذي امتدت أياديه البيضاء لكل محتاج أو مريض، وضمدت جراح من استغاث به، حتى أيقن الجميع أن أمير الخير، لا يأتي إلا ومعه الخير أينما حل، فحفظوا له طيب صنيعه وأهدوه حبا، ودمعا على فقده، ودعاء برحمة تغشاه. ولا ينسى عادل الحربي (من محافظة خليص 150 كيلو مترا عن محافظة جدة) الموقف الإنساني لصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز يرحمه الله، حين ضاقت به وبزوجته السبل وامتدت همومهما لمسافات طويلة بسبب تعيين الزوجة المعلمة في محافظة الخرمة البعيدة عن مقر سكنها، حيث كانت تقطع المسافة مع أطفالها الصغار للوصول إلى مقر عملها ما ضاعف من معاناة الأسرة، وهنا قال الحربي: قبل أربعة أعوام تم تعيين زوجتي معلمة في محافظة الخرمة التابعة لمحافظة الطائف، ولا تتخيل حقيقة المشقة التي كنا نعانيها أثناء توصيل زوجتي لمكان عملها، خصوصا أنني في مدينة وهي في أخرى، إلى أن التقيت بالأمير سلطان بن عبد العزيز رحمه الله في إحدى المناسبات في جدة، وكنت قبلها أفكر في كتابة معروض وشرح وضعي ووضع زوجتي وأطفالي والمعاناة التي نعيشها نتيجة بعد المسافة التي لا تسمح بلقائنا إلا في الإجازات، ولكنني كنت أتردد في إيصال المعروض. وزاد: «ما أن شاهدني رحمه الله، ومعي المعروض حتى أشار إلي بيده طالبا مني المجيء وسألني عن حالي وهو لا يعرفني. كان وجهه يشع بالخير وابتسامته تزيدك أملا»، وتابع الحربي بالقول: «لطفه الذي لامسته عن قرب أشعرني بحل موضوعي، فقدمت إليه المعروض، وقلت لا أريد شيئا سوى نقل زوجتي وأطفالي إلى خليص أو جدة، فوجه يرحمه الله مكتبه بتوجيه وزارة التربية والتعليم بحل موضوعي». وبنبرة غلب عليها البكاء قال: «فقدنا بوفاته أبا حنونا يشعر بمعاناة الضعفاء والبسطاء، وخلص إلى القول: «زوجتي نقلت بفضل الله ثم بإنسانية ولي العهد رحمه الله».