ترك صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز، يرحمه الله، بصمات إنسانية ناصعة في منطقة تبوك بما نفذه فيها من مشاريع خيرية وإنسانية تبقى على مر الزمان شاهدا على عطاءات الفقيد. ومن ضمن تلك المشاريع الإنسانية، مشروع تنموي للإسكان الخيري ضم مائة وحدة سكنية مؤثثة، مساحة المباني في كل وحدة 225 مترا مربعا، جرى تسليمها للمستفيدين عام 1423ه، مجسدة صورة رائعة من صور التكافل في مجتمعنا السعودي، وانطلق هذا المشروع على طريق ضبا في أرض مساحتها 132 ألف متر مربع، وتتوافر في المشروع البنية الأساسية والمرافق المطلوبة من مياه، كهرباء، هواتف، صرف صحي، طرق ومواقف، ولتلبية احتياجات هذا المشروع من مرافق التنمية؛ شيدت مدرستان ابتدائيتان، إحداهما للبنين والأخرى للبنات مساحة كل منها 3500 متر مربع، كما يشتمل المشروع على مسجد سعة 500 مصل، ومركز صحي على مساحة 500 متر مربع يقدم خدماته من خلال عيادة خارجية للرجال وأخرى للنساء، غرفة علاج وضماد، عيادة أسنان، غرفة أشعة، مختبر وصيدلية. وأمر، يرحمه الله، إبان زيارته للمنطقة بإنشاء مشاريع إسكان لضباط وأفراد القوات المسلحة في الشمالية الغربية، حفر آبار ارتوازية على نفقته الخاصة، وشارك في تحمل دفع الديات عن مواطنين قبعوا خلف القضبان وأمر بإخراجهم كي يلتئم شملهم بأسرهم، إلى غير ذلك من الأعمال الإنسانية التي لا حصر لها. كما افتتح الفقيد جامعة فهد بن سلطان في السابع من شهر شوال لعام 1429ه، ويدعمها بعشرة ملايين ريال سنويا، وقال الأمير سلطان بن عبدالعزيز حينها «أرجو أن تقبل الجامعة طلبي بإدخال 50 يتيما ومعوقا وصلوا إلى مستوى الجامعة، وتكون دراستهم على حسابي الخاص تكريما للإنسان وتكريما للجامعة نفسها». وفي 27/12/2010م، دشن الأمير فهد بن سلطان أمير منطقة تبوك مركز الأمير سلطان للأورام في مستشفيات القوات المسلحة في الشمالية الغربية، بعد أن بني على نفقة الأمير سلطان بن عبدالعزيز، ويضم أربعة أقسام رئيسة، قسما لمعالجة الأورام بالعقاقير الكيماوية للمرضى الكبار، قسم المعالجة الإشعاعية، قسم الرعاية التلطيفية وقسم معالجة بالعقاقير الكيماوية للأطفال. ورغم انشغالات الأمير سلطان بن عبدالعزيز في زياراته للمنطقة بالاستقبالات وتدشين المشاريع والالتقاء بأبنائه العسكريين، إلا أنه لم يغفل جانب الزيارات الشخصية، ففي إحدى زياراته للمنطقة سجل زيارة شخصية لمنزل الشيخ عبدالعزيز الحميد رئيس محاكم المنطقة سابقا وعضو المحكمة العليا حاليا. كما استقبل الأمير سلطان بن عبدالعزيز في إحدى زياراته لتبوك الشيخ سالم بن حرب شيخ قبيلة بني عطية قبل وفاته، وذلك للاطمئنان على صحته. ويتذكر الدكتور نايف الجهني مواقفه مع الأمير سلطان بن عبدالعزيز حينما أراد أن يهديه كتابا يحمل عنوان «سواد العين»، وحاول الحراس منعه فأمر بالسماح له، وقدم الجهني الإهداء لولي العهد. ولم تنس المواطنة فاطمة النزال، (إحدى طالبات جامعة تبوك) موقف الأمير سلطان معها، حينما علم بتنازلها عن قاتل أبيها لوجه الله، فوجه، يرحمه الله، بدعمها وأسرتها وسألت الله سبحانه أن يتغمده بواسع رحمته.