يقول الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز مساعد وزير الدفاع والطيران للشؤون العسكرية عن والده الأمير سلطان: نعم الوالد هو، فقد أدى واجبه خير أداء، تجاه تربيتنا وتنشئتنا، وجهنا وأدبنا، ربانا على الشعور بالمسؤولية، وحب الوطن والتضحية في سبيله، والشجاعة في الرأي، والصدق في القول، والأمانة في. وتنشئته إيانا، يمكن أن أختصرها في جملة واحدة: «الجمع بين القسوة والشدة اللازمتين، والرحمة واللين الواجبين». حقيقة، كان القدوة الحافزة، والقوة الدافعة، في حكمة وحزم. أليست هذه شيم الأب المثالي؟، نعم المعلم هو الذي تعلمنا منه الصبر والجلد، والاستماتة في سبيل البلد، لم يدخر جهدا في سبيل تعليمنا المثل والمبادئ والقيم، زرع في نفوسنا حب العائلة، وخدمة أفرادها، علمنا الترابط والتلاحم في العسر قبل اليسر، كانت تصرفاته خير معلم لنا، وحكمته خير موجه لنا. نحاول التشبه به في الرجولة والشهامة وحب الخير، ونقتبس منه روح العمل والواجب، وقصارى ما نسعى إليه الآن، أن نقتفي أثره، ويا ليتنا ننجح!، نعم القائد هو، فهو مثلي الأعلى، كان وسيظل نبراسا أستضيء به طوال حياتي، ولن أنسى مواقفه ومؤازرته لي أثناء حرب الخليج، وأنا أشغل آنئذ، منصب قائد القوات المشتركة ومسرح العمليات، إذ كان الدرع التي أحتمي بها، وكانت توجيهاته اليومية، أثناء الأزمة والحرب، تلهمني الصواب، ترسم لي المسار، لقد كان أحد صناع النصر، بل كان الجندي المجهول وراء كل نصر، تعلمت، ومازلت أتعلم منه الكثير، تنظيمه، قدرته الفائقة على استيعاب جوانب الموضوع، مهما كان شائكا، قدرته على اتخاذ القرار الملائم في التوقيت الموائم، تفصيل الأوامر بالقدر المكافئ لصلاحيات الشخص الصادرة إليه، إعطاء الحرية للمرؤوسين بما يوافق مبدأ مركزية التخطيط، ولامركزية التنفيذ، كل ذلك في إطار من مراعاة كاملة للنواحي الإنسانية، ويتوج ذلك كله صبره وطول باله، وابتسامته الهادئة التي تشيع الطمأنينة في نفوس المحيطين به، أليست هذه سمات القائد الحق؟. إن لعلاقتي به خصوصية وتميزا كبيرين، فهي علاقة حب بلا حدود، وتقدير بلا مثيل وإمعان في خدمته، للفوز برضاه، إنها مزيج من علاقة الابن بأبيه، والخادم بسيده، والجندي بقائده، والتلميذ بأستاذه، والمحب بأعز من يحب، ولا ريب أن شخصية ذلكم الرجل العظيم، كان لها الأثر البالغ في حياتي، فهو مثلي وقدوتي، وغايتي وأسوتي. وحبي له، لا يفوقه حب إلا حب الله ورسوله، واحترامي له، لا يدانيه احترام، ولا أملك إلا أن أخفض له جناح الذل، اعترافا بفضله.