لم يتمكن الثوار الليبيون من المحافظة على سلامة معمر القذافي عندما ألقوا القبض عليه، فالغضب والألم كانا كافيين لقتله من قبل معتقليه، إلا أن شيئا وحيدا تمكن الثوار من الحفاظ عليه وهو المسدس الذهبي الخاص بالقذافي. المسدس الذهبي هو من طراز «بروانينغ هاي باوار» عيار 9 مليمتر، يستخدمه العسكريون حول العالم بمن فيهم عناصر القوات البريطانية الخاصة «إس ايه إس». هو طور لاحق للمسدس الشهير «كولت 54» الذي بدأ استخدامه منذ عشرينيات القرن الماضي، واشتهر بفضل أفلام رعاة البقر (الكاوبوي) في الغرب الأمريكي، ولكن يندر أن يعثر على نسخة ذهبية منه، إلا لدى القذافي وأمثاله. والمسدس المصادر هو واحد من عدة أشياء اكتست ببريق المعدن النفيس الذي يجد له مكانة خاصة في قلوب طغاة العالم الثالث. وهو أحد عدة أسلحة خاصة أمر القذافي بصنعها وتطعيمها بالذهب أو المعادن والحجارة النفيسة الأخرى خصيصا له. ومن هذه بندقية «كلاشنيكوف أيه كيه 74» مذهب أيضا وصادره الثوار لدى اقتحامهم مقره في باب العزيزية في أغسطس الماضي. والمسدس الشهير المصنوع من الألماس والذهب الخالص عيار 24 وحفر عليه اسمه بفصوص من ألماس أحضر خصيصا للقذافي من جنوب أفريقيا، وفصوص حمراء أحضرت من كينيا وتمت صناعة المسدس خلال 12 شهرا وبأيدي أمهر صناع المجوهرات والألماس في العالم. وحسب التقديرات فإن تكلفته بلغت ما يقارب المليون دولار. ويقال إنهم صادروا أيضا بندقية قنص من طراز «دراغونوف» مطلية بماء الذهب إن لم تكن بعض أجزائها من الذهب الخالص. إضافة إلى ذلك، فقد شاهدوا ولأول مرة مستوى من الترف والخيلاء تفوق أحلام المواطنين الليبيين. ومن الواضح أن العقيد كان يحب هذا المعدن البراق بشكل خاص. ويتبدى هذا الأمر في تماثيله وعدد من الآنية في داره وفي أريكة صممت بشكل حورية البحر وتحمل وجه ابنته عائشة. وبلغ هذا الولع بالمعدن النفيس حد أن بين ما صودر من داره تلك «منشة» للذباب مقبضها عبارة عن تمثال صغير لفيل من الذهب الخالص.