عبر الفريق متقاعد عبدالعزيز هنيدي قائد القوات الجوية الملكية السعودية السابق، عن عميق حزنه لوفاة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام (يرحمه الله). وقال هنيدي «إننا نعزي أنفسنا جميعا في هذا الفقد الأليم؛ لأن الأمير سلطان كان لنا مدرسة في كل شيء في القيادة والحكمة والحنكة وأعمال الخير وتلمس احتياجات الناس، فهو كان مثالا رائعا في كل عمل يتولى مهماته والمملكة والأمة. والعالم خسر رجلا فذا ورجل دولة يشار له بالبنان، فالعالم أجمع بقياداته وشعوبه يعرفون من هو سلطان بن عبدالعزيز»، مشيرا إلى ردود أفعال الناس، سواء في الداخل والخارج وردود أفعال قادة العالم وهي شهادات خير لسلطان الخير. وحول مآثر الفقيد أوضح الفريق هنيدي بأن سلطان الخير جمع كل المآثر الطيبة والحميدة وقل أن تجد ذلك في شخص ولكنها وجدت في سلطان بن عبدالعزيز (يرحمه الله) والذي جمع بين الحنكة والحكمة والرحمة والشدة في مواقف عديدة مشهودة له، وكان من الأشخاص الذين يمتازون بعدم التعجل ويأخذ كل الأمور والقضايا بحسب أهميتها وينزلها منزلتها ودرجتها التي تستحقها. وحول أبرز ما يتذكره عن الجوانب الإنسانية للأمير سلطان، أكد هنيدي بأن الأمير سلطان يعتبر إنسان خير ومجبول على حب الخير وله قصص كبيرة ومتعددة في هذا الجانب فهو يمتاز بعاطفة كبيرة جدا، موضحا إلى قصة المرأة العجوز في إحدى الدول الأفريقية التي كانت تأخذ ما يجمعه النمل لتأكله وشاهد ذلك (يرحمه الله) عبر إحدى شاشات التلفزيون فتأثر كثيرا وطلب على الفور الشخص المسؤول وأرسل مواد غذائية لتلك المنطقة (القرية) وأمر أن يتم البحث عن تلك المرأة العجوز وأن تعطى هي وجيرانها من المواد الغذائية. ويضيف الفريق هنيدي بأن هناك حادثة أخرى تتمثل في معرفة الأمير سلطان بأن هناك أسرا سعودية تسكن بيوتا في إحدى المناطق وهي غير صالحة للسكن فتأثر كثيرا حتى دمعت عيناه وأمر أن يتم تجهيز سكن مناسب لتلك الأسر وهو ما تم بالفعل. ويتذكر الفريق هنيدي حادثة ضحك فيها الأمير سلطان بقوله «حدث ذلك أثناء الاستعداد لتشريف الملك فيصل (يرحمه الله) لحفل افتتاح كلية الملك فيصل الجوية في الرياض، حيث سيتم في الحفل عرض جوي كبير للطائرات وغيرها من العروض العسكرية الأخرى وأثناء عمليات التجهيز للحفل حضر الأمير سلطان لموقع الحفل لتفقده وبعد أن تجول في الموقع اقترح عليه أن يجلس في الخيمة لوجود تكييف فيها ولتناول القهوة فوافق، وأثناء وجوده في الخيمة كان هناك مجموعة من العاملين السعوديين وغير السعوديين الذين يكملون تجهيزات الموقع قريبين جدا من الخيمة وكانوا يتحدثون بأصوات مرتفعة وكانوا يتكلمون على طبيعتهم، مثل قولهم ياولد جيب الأسلاك، أنت ما تستحي على وجهك جيبه وخلص، وعلى هذه الشاكلة فأخذ الأمير شماغه على فمه (يرحمه الله) وأخذ يضحك والقيادات العسكرية المسؤولة عن الحفل شعرت بحرج كبير لهذا الموقف، فخرجت أنا على الفور وأبلغت العاملين بأن الأمير سلطان داخل الخيمة وطلبت منهم خفض أصواتهم، وأصروا أن يأتوا للأمير للاعتذار منه وحضروا وقدموا اعتذارهم من الأمير سلطان، الذي أكد لهم بأنه لم يتضايق من سماع أحاديثهم». ويضيف الفريق هنيدي بأنه إن كان الأمير سلطان بن عبدالعزيز (يرحمه الله) رحل بجسده فذكره باق وأعماله باقية وإخوته وأبناؤه الكرام باقون ولله الحمد ولنا وللجميع العوض فيهم.