حين انتقل صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام إلى الرفيق الأعلى، بدأ المواطنون قاطبه يتبادلون عبارات العزاء ويلهجون له بالدعاء وكنا نتلقى مكالمات من دول كثيرة ومواطنيها الدين يعلمون علاقة سلطان الخير بمواطنيه ومواطني تلك الدول. من مآثره رحمه الله : انني احد الكثيرين العاملين تحت توجيهاته في حياتي العسكرية اسطر يسيرا من تلك المآثر كما عرفته ، فكان يرحمه الله تنفرج سريرته عندما يعرض عليه اعمال خير وانسانيه ومن خلال تلمسه احوال وحوائج منسوبي القوات المسلحة والمواطنين حتى عمت خيراته المقيمين من المحتاجين ونجد منه استجابة فوريه لقضاء حاجات الناس وعلى سبيل المثال لا الحصر : سبق وان عرضت عليه عرضا مبسطا عن وضع احد الضباط الأصاغر من المنطقة الشمالية الغربيةبتبوك والذي انتقل الى رحمة الله متأثرا بمرض الكبد الوبائي وكان برتبة نقيب وكان مدانا بمبلغ يقارب ثمانمائة الف ريال نتيجة محاولته بناء سكن لأسرته بالمدينة المنورة ووافته المنية قبل اتمامه ولضيق حيلته حالت دون اتمامه وبادر يرحمه الله بتسديد ديونه واتمام بناء المنزل وانتقلت الأسرة الى منزلهم وهم يلهجون بالدعاء له . كما تقدم مواطنون لديهم جامع لم يكتمل بناؤه بطلب له وامر يرحمه الله بتقديرات لانجازه وفرشه وبناء سكن للإمام والمؤذن وعمل مكان غسيل وتجهيز الموتى وتم ذلك بوقت قياسي وقد كانت جمعية الأمير سلطان الخيرية من احد الشواهد وجمعيات تحفيظ القرآن ومراكز القلب ومراكز امراض الكلى . من يتعامل معه يشعر بالارتياح فالابتسامة التي لا تفارق محياه والتواضع –وقد جمع الله فيه كل الصفات النبيلة فماذا اضيف وقد سبقني العديد من الكتاب الذين اثروا وعطروا ذكراه بما يتمتع به ،فما قدمه لآخرته سيكون نورا له في قبره وطريقه الى جنة الخلد . ويتصف -رحمه الله- بالحنكة والافق الواسع والحكمة والعمق من صفاته الشخصية التي جعلت من قيادته مهندسا متمكنا من مطالب تطوير قواتنا المسلحة بكافة قطاعاتها برية وجوية وبحرية ودفاع جوي . حتى اصبحت في مصاف جيوش العالم المتحضر بما نملكه من معدات ذات تقنية عالية كما اهتم -رحمه الله -ببناء الفرد والطاقة البشرية وتأهيلها لتتمكن من التعامل مع محدثات ومتغيرات العالم وكنا نجد في توجيهاته نبراسا نستمد ونستنير بها لتنفيذ ما نتلقاه من توجيهات عميق الالمام بمراحل التطوير ومواصفات ومميزات كل سلاح ومعدة بأيدينا ومنظوماته المتكاملة . زيارته وتفقده قطاعات القوات المسلحة ومعايدة القوات بمواقعها السنوية واطلاعه على انفاذ برامج التدريب وما وصلت اليه الجاهزية القتالية عند عودة القوات المشاركة في تحرير دولة الكويت الشقيقة الى المملكة ابى إلا الحضور لمعايدة تلك القوات في مواقعها بالنعيرية ونقل شكر وتحيات خادم الحرمين الشريفين (القائد الأعلى للقوات المسلحة ) الملك فهد بن عبدالعزيز يرحمه الله وكنت أقدم قائد للقوات العائدة في الموقع وقد كان يسأل احيانا ويجاوب على كل عمل تم وكأنه مشارك ميدانيا لان مشاركته واتخاذه قرارات مصيرية جعلت من مهمتها مهمة سهلة واستطعنا بتوفيق الله ثم بتوجيهاته والأوامر الواضحة الدقيقة التي تصدر من قيادة القوات المشتركة عاملا سهل تلك المهمة . رعى الاحتفال بالمناسبة المئوية حيث قدم في ذلك الاحتفال جوائز تذكارية للأوائل ممن خدم القوات المسلحة منها قدم جائزه لأول قائد لمنطقة تبوك الفريق /سليمان الجارود قبل وفاته رحمه الله واول قافز مظلي كان العقيد /محمد امين روزي يرحمه الله مناولة لابنه وكان يشد على يديهم ويسألهم عن احوالهم . كان ضمن فعاليات ذلك الاحتفال قفز حر يوضح مراحل تطور المملكة والقوات المسلحة .ان احد القافزين الذي نزل امام المنصة يرتدي الثوب (المرودن والشطفة) وهو يؤدي التحية عند نزوله فسلم وشد على يده الكريمة شخصيا . التاريخ لن ينساك يا سلطان الخير سيسطر لك بمداد من ذهب ما قدمت. وأنا هنا اتقدم بخالص العزاء وصادق المواساة لمقام مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود والى سيدي ولي العهد الامين نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية صاحب السمو الملكي الامير نايف بن عبدالعزيز يحفظه الله ويرعاه بفقيد الامة العربية والاسلامية قاطبة سيدي صاحب السمو الملكي ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام الامير سلطان بن عبدالعزيز واتضرع الى الله ان يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته وان يجعل قبره روضة من رياض الجنة والعزاء موصول لاخوانه اصحاب السمو الملكي الامراء واخواته الاميرات وكذلك لأبنائه وعلى رأسهم سيدي صاحب السمو الملكي الامير خالد بن سلطان وصاحب السمو الامير فهد بن سلطان واصحاب السمو الملكي الأمراء بندر وفيصل بن سلطان وكافة اخوانهم واخواتهم واحفاده والاسرة المالكة الكريمة وللشعب السعودي الأبي بهذا المصاب الجلل ، يرحمه الله رحمة واسعه وان القلم ليعجز والعين لتدمع وعزاؤنا اعماله الجليلة التي لاتعد ولا تحصى وقد لا استطيع ومعي من اصحاب الاقلام من الكتاب والمؤلفين والصحفيين قاطبة من حصر تلك المآثر التي لا يعلمها ولا يحصيها الا الله جلت قدرته.