ركز المشاركون في ندوة «أنت شريكي» التي دعا إليها مركز محمد حسين العمودي للتميز في رعاية سرطان الثدي في جامعة الملك عبد العزيز البارحة الأولى في إطار حملة توعوية خاصة، على دور الرجل السعودي في قضية سرطان الثدي وتعزيز مفهوم الشراكة بين الرجل والمرأة في الأزمات الصحية، بحضور وكيل الجامعة ورئيس مجلس الإدارة الدكتور عدنان المزروع ومدير صحة جدة الدكتور سامي باداوود. وقالت المدير التنفيذي لمركز محمد حسين العمودي للتميز في رعاية سرطان الثدي والناشطة والناجية من المرض الدكتورة سامية العمودي «أحببنا في المركز وفي جامعة الملك عبد العزيز أن نخرج عن النمطية المعتادة، حيث إننا نستهدف شرائح المجتمع بكل أطيافه في كل حملة، وهذه الحملة لتوعية الرجل بدوره سواء أكان الرجل صانع قرار أم مديرا في العمل أو داعما بماله مثل الشيخ العمودي الذي تبرع بإنشاء مركز التميز هذا، والرجل هو أيضا رجل إعلام أو فرد أصيبت أحد أفراد عائلته بسرطان الثدي». وأضافت «الطلبة هم الركيزة في هذه الحملة لأنهم سفراؤنا يحملون رسالة نشر ثقافة الفحص المبكر بين الشباب ويقومون بشرح وضع المرأة واحتياجها للدعم في هذه الفترة لكن لا ننسى أيضا أن الرجل هو أيضا شريك في الأزمة ويحتاج إلى كثير من الدعم أيضا». أما وكيل الجامعة الدكتور عدنان المزروع فقال في كلمته «مما لاشك فيه أن الإصابة بالأمراض السرطانية تؤثر على كل أفراد الأسرة ونظرا لفداحة الخطر فإن المرأة المصابة تحتاج للدعم المعنوي والعاطفي المركز والمستمر من جميع الرجال حولها سواء كان أبا أو زوجا أو أخا أو ابنا حتى تستطيع أن تواجه الضغوط الناتجة عن هذه الإصابة لأن ذلك سيقوي جهازها المناعي». وحول دور القطاع الطبي قال : يجب أن يتم التركيز على نشر الوعى الصحي لكى نستطيع تشخيص الأمراض السرطانية مبكرا وهذا يستلزم تضافر الجهود من جميع أفراد الفريق الطبي والتعامل بطرق مبتكرة وعدم الاعتماد فقط على الأطباء المتخصصين مما يستلزم التركيز على طلاب وطالبات الكليات الصحية وتخصيص منهج متخصص في ذلك، وفي نظري أنه لا الرجل ولا الجهات المتخصصة قد أدركوا حجم المشكلة، فالمشكلة ضخمة جدا وتحتاج إلى التوافق على استراتيجية عامة للتعامل مع هذه الأمراض الخطيرة يشارك في وضعها جميع الجهات ذات العلاقة ومن ثم توفير الميزانيات اللازمة لتنفيذ هذه الاستراتيجية». أما استشاري الأورام البروفيسور محمود شاهين، فسلط في محاضرته الضوء على الإحصائيات وقال «رغم أن عدد الحالات غير مرتفع في المملكة إلا أن نسبة الوفيات عالية مما يدق ناقوس الخطر ، لافتا إلى أن الدراسات أشارت إلى أن متوسط العمر عند الإصابة في المملكة يبلغ 48 عاما. وتناول البروفيسور شاهين دور الرجل قائلا «أرى حالات لأزواج يتخلون عن زوجاتهم بالهجر والطلاق ولكن في المقابل نرى حالات كثيرة من الدعم والوفاء، فليس هناك قاعدة وهذا ما يجعل هذه الحملة فريدة لأنها تلامس جزئية هامة لابد منها وهي نداء لتوعية الرجل». وفي سياق متصل شارك الطالب صفوان أسامة طيب بكلمة في الندوة قال فيها «سرطان الثدي يعد اليوم رحلة طويلة شاقة مليئة بالدموع والآلام، ولكن بوفائنا لعهودنا نحن كطلبة وكرجال تجاه المصابات سيحدث التغير، وأنا واثق وأؤمن تماما أنه سيأتي يوم ويتوقف فيه سرطان الثدي عن لعب دور القاتل الصامت في القصص الحزينة ليجد له مكانا بين الأفلام الوثائقية القديمة، سيأتي اليوم ويروي أبناؤنا وبناتنا بكل فرح (كان هناك مرض سرطان الثدي) وهذا هو دعمنا نحن الرجال لأمهاتنا وأخواتنا وأهلنا بتشجيعهن على عمل فحص الماموجرام ونشر ثقافة الفحص المبكر للأورام».