دعا صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد أمير المنطقة الشرقية لدعم الشركات الصغيرة والمتوسطة التي تتطلب العناية بها في هذا الوقت، مؤكدا أن مساعدة هذه المنشآت خطوة إيجابية في تحقيق المزيد من النجاحات والوصول للمستويات التي وصلت إليها الشركات الكبرى في المنطقة الشرقية في المستقبل القريب. وقال، خلال رعايته البارحة الأولى حفل الاستقبال السنوي لغرفة الشرقية في قاعة الاحتفالات الكبرى في فندق الشيراتون بالدمام، وسط حضور كثيف من رجال الأعمال والمسؤولين الحكوميين ورجال الصحافة والإعلام وأعضاء السلك الدبلوماسي «يسرني أن أكون معكم في هذا المساء ونحمد الله تعالى بأن أنعم على والد الجميع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بنجاح العملية الجراحية التي أجريت له، رافعا باسم أهالي المنطقة الشرقية أسمى آيات التهاني بهذه المناسبة لخادم الحرمين الشريفين وولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز وزير الدفاع والطيران والمفتش العام والنائب الثاني صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية، داعيا الله تعالى بأن يمن على مقام خادم الحرمين الشريفين بالشفاء العاجل والصحة وأن يسدد خطاه في خدمة الدين ثم الوطن، ليقود مسيرة الخير والنماء في هذا البلد المعطاء. وأضاف «يسرني أن ألتقي بكم في الحفل السنوي للغرفة التي حققت خلال السنوات الماضية نجاحا ملحوظا في التفاعل مع قضايا المنطقة، حيث خطت خطوات ملموسة في تبني العديد من المبادرات الناجحة، على المستويين المحلي والدولي، مؤكدا أن غرفة الشرقية أثبتت من خلال تفاعلها الحي مع طموحات المنطقة انتماءها الإيجابي الوطي وحرصها على المشاركة بقوة في عملية التنمية التي تشهدها بلادنا، وإصرارها على الإسهام في النهضة الحضارية للوطن، وكذلك تطوير اقتصاديات المنطقة وتفعيل عملية التحديث التي تشهدها المنطقة في كافة القطاعات بتوجيهات من قيادتنا الحكيمة، التي تؤكد ذلك بدعمها لرجال الأعمال والاقتصاد. ومن هذا المنطلق أكد دعمه واهتمامه بتيسير أمور رجال الأعمال وتوفير البيئة المناسبة لهم لتطوير وتنمية الاستثمار وجعل المنطقة الشرقية بيئة خصبة لنماء الاستثمارات في جميع المجالات. وذكر أننا لنلمس جميعا تزايد الاتجاه العام في المنطقة إلى المشاركة الاجتماعية، كما نرى الكثير من الاهتمام بالعمل التطوعي وتطورا متناميا في عدد المؤسسات والمنشآت الحكومية والأهلية التي تتفاعل مع مبدأ المشاركة الاجتماعية، حيث يدل ذلك على عمق الوعي الاجتماعي والإحساس بالمسؤولية لدى أبناء المنطقة. وحيا الأمير مبادرات غرفة الشرقية وخاصة مبادرة إنشاء «صندوق المناسبات» الذي يعتبر إطارا يجمع مشتركي الغرفة من رجال وسيدات أعمال المنطقة على الخير، ويهدف إلى حشد جهودهم وتوجيهها نحو الإسهام في خدمة المجتمع وتفعيل برامج المناسبات والاحتفالات العامة وهو دليل في الوقت نفسه على إدراك الغرفة لدورها ضمن منظومة العمل التنموي والحضاري في المنطقة. وأشار إلى أن المنطقة خطت خطوات كبيرة في طريق تأكيد مكانتها على كافة الأصعدة وهي تخطو بنجاح لتأكيد موقعها المتميز على خريطة السياحة الخليجية، إضافة إلى موقعها كعاصمة للصناعات الخليجية والمؤتمرات الدولية، وضمن هذا التوجه الواسع والعريض نتطلع إلى مزيد من النجاحات بحجم هذه الطموحات، مؤكدا أن الإنجازات التي تتطلبها المرحلة المقبلة هي إنجازات نوعية لا تحتاج إلى شيء قدر ما تحتاج إلى الإبداع والابتكار لتطل الشرقية حاضنة متميزة لصروح النهضة الاقتصادية والحضارية وتكون دائما «لؤلؤة الخليج». من جانبه، قال رئيس مجلس إدارة غرفة الشرقية عبدالرحمن بن راشد الراشد في كلمة بالحفل: «يسرني في بادئ الأمر وبالنيابة عن زملائي أعضاء مجلس الإدارة وكافة مشتركي ومنسوبي غرفة الشرقية وبالأصالة عن نفسي تهنئة أنفسنا جميعا بنجاح العملية الجراحية التي أجراها خادم الحرمين الشريفين حفظه الله من كل مكروه وأن يديمه ذخراً لهذه البلاد وقائداً لمسيرتها. واستعرض مسيرة الغرفة على مدى 60 عاما في تكريس التواصل والانسجام مع مجتمع قطاع الأعمال انطلاقا من رؤيتها المتمثلة في الريادة والتميز في رعاية مصالح قطاع الأعمال من خلال تحقيق أهدافها الاستراتيجية، وصولا لترجمة شعارنا الذي نعتز به ويمثل حالة التفاعل التي نرجو الوصول بها إلى مستويات عليا (نعمل معاً لغد أفضل). وقال الراشد: «حققت المملكة أخيراً إنجازاً جديدا تمثل في تقدم المملكة إلى المرتبة السادسة عشرة على مستوى العالم، حسب تقرير التنافسية العالمي حيث تحتضن المملكة اليوم استثمارات أجنبية منوعة من أكثر من 50 دولة، بقيمة 639 مليار ريال، ولعل هذه التطورات تفرض علينا رفع وتيرة التنسيق والطموح والمعرفة للاستفادة من هذا الواقع القائم وتعظيم القيمة المضافة منه لصالحنا وصالح اقتصادنا الوطني. ونجد أن المسؤولية لا تقع على جهة دون أخرى، ولا على قطاع دون آخر، بل إن المسؤولية تقع على عاتق منظومة متكاملة». وأشار الراشد إلى أن دعم ومساندة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية لقطاع الأعمال في المنطقة الشرقية قاده ليكون قائداً للقطاعات الاقتصادية في المملكة، بل وعلى مستوى الخليج والمنطقة العربية، إذ تحتضن الشرقية 994 مصنعاً باستثمارات تجاوزت 192 مليار ريال. وعلى المستوى التجاري فإن نسبة السجلات التجارية المصدرة في المنطقة تتجاوز 18 في المائة على المستوى المملكة، وهكذا فحراك قطاع الأعمال مستمر ويتسارع مع عجلة النمو. وقدم الراشد خالص الشكر لسموه لتكرمه وتفضله بتكريم رجال الأعمال المساهمين في دعم صندوق المناسبات في الغرفة وهو الأمر الذي يعكس مدى الحرص على رفع مستوى المشاركة المجتمعية بين القطاع الخاص والقطاع العام.