شهدت جدة البارحة تكريم واحد من أبنائها الذين كتبوا عن تاريخها وحياتها الاجتماعية، حتى مفرداتها وأمثالها العامية ألف عنها كتابا خاصا، ذلك هو الراحل محمد صادق دياب (توفي في جمادى الآخرة الماضي في لندن بعد معاناة مع السرطان)، الذي كرمه النادي الأدبي الثقافي في جدة، لذا قال عنه شقيقه «أحمد» في كلمته عن أخيه: «كان فخورا بالأرض التي نشأ عليها وشب فيها وعشقها وكتب عنها»، وبدأها بقوله: «أنا في حيرة من أمري، فهو لي الشقيق والأخ والحبيب، كان لنا كل شيء، كان عماد الأسرة وعمودها، كان أول من تعلم في أسرتنا القراءة والفضل في ذلك يعود لجدتي مريم العشماوي، التي منحته كل وقتها، وأشرفت على رعايته». وتحدث الناقد الدكتور حسن النعمي عن مآثر الرجل وتجربته، ليعقبه الشاعر عبدالمحسن حليت بقصيدة رثائية، سبقهما فيلم وثائقي عن مسيرة دياب الأدبية، حيث كان «أبو غنوة» يعشق الأدب حتى في أشد أزماته الصحية، ويشهد على ذلك روايته «مقام الحجاز» التي نشرت قبل وفاته بشهر. تعددت الكلمات في الحفل حول الراحل، لكن التي لفتت الأنظار تلك الكلمة من حفيده محمد هاشم بخاري، الذي تحدث عن علاقته الحميمة مع جدة محمد صادق دياب، وأخرى لصديقه عبدالفتاح أبو مدين الذي تحدث عن تلك العلاقة التي جمعته مع الراحل قائلا: «أعجز من أن أتحدث عنه في هذه اللحظات لأني لا أجد العزيمة الكافية في نفسي»، ليقرأ عقبها محمد حبيب بلعلوي، مقالا له كتبه عن الراحل.