ما أن شعر ملاك المدارس الأهلية بأن هناك زيادة مقررة في رواتب المعلمين السعوديين فيها، بعد المكارم الملكية ، واستشعار القيادة الحكيمة لمتطلبات الحياة اليومية لأبنائها، حتى بدأت معظمها في إعادة النظر في رسوم الطلاب ورفعها، وانتهاز زيادة الرواتب ، وكأنها تريد بقرارها غير المنطقي ،أن تعوض الرفع في رسوم معلميها ، من جيوب أولياء أمور طلابها، العجيب في الأمر ، أن وزارة التربية والتعليم في تصريح للمتحدث باسمها، لا تتدخل في موضوع رفع المدارس الأهلية لرسومها ، وهذا يعني أن المدارس «متروك» لها أن ترفع وتخفض كما تريد، وأنا أتساءل إذا ماذا بيد أولياء أمور الطلاب فعله أمام جشع ملاك المدارس الخاصة؟! بمعنى آخر لمن يلجأ ولي أمر الطالب إذا كانت الوزارة المعنية «تتنصل» عن مسؤوليتها، علما بأن نسبة كبيرة من المدارس الأهلية ،لا تتوافر فيها أدنى مواصفات المدرسة الحقيقية الحائزة على البيئة التربوية الحاضنة لقاعات الفصول المناسبة ، والمعامل المجهزة تجهيزا مناسبا ، ودور الوزارة مقتصر على زيارات المشرفين العادية ، وتقاريرهم الفنية بخصوص أداء المعلمين المزورين فقط، ولكنها لا تعكس حال بعض المدارس الأهلية ، القابعة في مبان مستأجرة ،ذات فصول ضيقة ، وتعاني فقرا بيئيا ، وضعفا في مناشطها اللاصفية ، وضعف أداء بعض معلميها ، وكان يفترض أن لدى الوزارة خطة لتقويم ومتابعة أحوال المدارس الأهلية التي ترفع شعارات براقة، تصب في الدعاية الوهمية ، لجلب أكبر عدد من التلاميذ، حتى أن حال مادتي اللغة الإنجليزية والحاسب الآلي ،في كثير من المدارس الخاصة عبارة عن مواد ديكورية، فلا تحظى بمعامل خاصة بها ، ولا وسائل تعليمية تساعد على تعلمهما ، بينما تصرف أموال في إقامة حفلات ومهرجانات لا تفيد الطلاب ولا أولياء الأمور لتخدمها دعائيا ، وكلامي هذا لا يعني عدم وجود مدارس جيدة تعي أهداف ورسالة التربية والتعليم ، أو ليس لديها خطط وإمكانات جيدة لكن واقع كثير من المدارس الأهلية ليس جيدا، وأنا أؤمن بأن جودة المدرسة في تقديم تعليم نوعي ، يتمثل في أداء جيد من معلميها ،وإمكاناتها العالية ، وبيئتها التربوية المناسبة للتعليم ، واحتضانها لمتطلبات التربية والتعليم ، وتفعيل الأنشطة التي تبني شخصيات الطلاب، وأنا أتساءل عن عدم وجود تمييز درجات يمايز بين المدارس الأهلية أسوة بالفنادق ،لهذا من الخطأ أن كل من أراد فتح مدرسة أهلية ،اختار مبنى مستأجرا لا يصلح ، وعلق عليه لوحة تشير بأنه مدرسة أهلية ،وجلب لها معلمين من هنا وهناك ، ورفع شعارات وهمية يعطى لها تصريح لفتح مدرسة ليس لها من نصيبها سوى اسمها. محمد بن إبراهيم فايع