بات مألوفا مشهد عدد من شباب مكة في أركان حلقة جرول، ولكنهم هذه المرة ليسوا كمشترين أو متبضعين بل كباعة وباحثين عن رزق. استغل هؤلاء الشباب شهر الحج واستأجروا بسطات صغيرة تضم مختلف أنواع الخضراوات والفواكه، وأصبحوا يمثلون حافزا كبيرا لدخول السعوديين للعمل في مشاريع صغيرة، لاسيما أن مكتب العمل فتح باب السعودة في أغلب الأعمال الخاصة لشريحة الشباب ليبدأوا حياتهم وليكسروا بذلك حاجز البطالة الذي لازمهم في فترات سابقة، كان ينظر خلالها لهذا النوع من الأعمال بدونية واحتقار شديدين. «عكاظ» التقت عددا من الشباب وسط سوق الحلقة، وهم يمارسون العمل في بسطاتهم الصغيرة، حيث أشار الشاب حامد اللحياني إلى أنه يتواجد في حلقة الخضراوات والفاكهة منذ الصباح لعرض بضاعته في شهر الحج من مانجو، جوافة، خوخ، أناناس وقمر الدين وغيرها من الفواكه والخضراوات الصيفية، «نحن مجموعة من الشباب نعمل سويا في بسطات الخضراوات والفاكهة والتمور، وهذا ما يشجعني للعمل وسط السوق»، مضيفا أن هناك تعقيدات يواجهونها من قبل مسؤولي البلدية بخصوص البسطة، ولكنه تفادى هذه الإشكالية مبكرا، حيث أصبح عمله بشكل نظامي، ولكنه يعيب على مسؤولي البلدية عدم تحركهم لإزالة بسطات المجهولين في السوق. ومن جانبه يقول هاشم محمد السيد، الذي اشتغل في بيع التمور والفواكه والخضراوات في السوق، إنه يجلب بضاعته بشكل خاص من المدينةالمنورة وبكميات كبيرة وبيعها في المشاعر المقدسة خلال أيام الحج. وأضاف، «لدي زبائن يتعاملون معي خلال هذا الشهر، والعمل في البيع استثمار للوقت وإفادة من عائده، الذي يعد بمثابة رزق كريم»، ويجد الدعم من قبل والديه اللذين يحثانه على العمل وكسب لقمة العيش من عرق جبينه لكسر حاجز البطالة، خاصة أن هناك من بين شباب مكة من يستغل شهر الحج للتخلص من البطالة، من خلال العمل في مختلف البسطات والمحال المسعودة، وهي بداية موفقة لممارسة العمل الحر، وتشجيع الشباب على الانخراط فيه بلا عقد أو حواجز نفسية.