حالة مزرية تعيشها طالبات سكن الفروع بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة، حيث يعانين من الأهمال المتعمد من قبل إدارة السكن التي تتجاهل كل الطلبات المقدمة من الطالبات أبرزها الأهتمام بوسائل الحماية وانعدام النظافة للمرفق وعدم صيانته، وانقطاع الماء بشكل دائم. «عكاظ» تحدثت إلى عدد من الطالبات لمعرفة المزيد من التفاصيل حول هذه المعاناة.. مكان غير مؤهل «انتقلت قسرا إلى سكن الفروع بعد تجاوزي للسنة التحضيرية بسبب الاكتفاء بالعدد في السكن الرئيسي كما قيل لنا، وتفاجأت منذ دخولي السكن بعدم نظافة المكان إلى درجة كبيرة، كما أن المطابخ والمرافق الصحية غير مؤهلة للاستخدام ويتكرر انقطاع الماء بشكل شبه مستمر، ولا مجال للمقارنة بين المباني التي نعيش فيها في سكن الفروع مع السكن الرئيسي في حي السليمانية، ويوجد في سكن الفروع خمسة مبان ومبنى الإدارة هو المبنى الجيد الوحيد، ونشتكي دائما من معاملة الإدارة لنا معاملة لا تليق بطالبات جامعيات كما أن المسؤولات لا يوفرن لنا ما نحتاجه، ذلك غير تكدس مجموعة من الطالبات في غرفة واحد، وتقدمنا بشكوى العام الفائت للمسؤولة عن سكن الطالبات أثناء زيارتها لنا ولم نصل لنتيجة وكان رد إحدى الإداريات أن السكن كما هو منذ عشر سنوات مضت ولا طائل من الشكوى، كذلك نعاني من أن المشرفات يقتحمن علينا الغرف دون طرق الباب ويعلقن على طريقة لباسنا ويتساءلن عما نفعله أثناء استخدامنا لحاسباتنا الشخصية». الطالبة ن.ح في سكن كليات الفروع. فقدان الخصوصية «نفتقد الإحساس بالأمان داخل السكن، فأقفال أبواب الغرف غير موجودة والمشرفات يدخلن الغرف دون إذن منا، ونضطر إلى إغلاق فتحات (الكوالين) بقطع من المناديل لنحمي ولو جزءا يسيرا من خصوصيتنا، كما أنني تعرضت لحالات سرقة في أول أسبوع من تواجدي في السكن وتقدمنا بالشكوى للإدارة ولكن لا فائدة، ودائما ما ندخل في جدال مع المشرفات بسبب اقتحام الغرف وسوء المعاملة، كما أننا نحضر ما نحتاجه من أدوات كهربائية كالغسالة والثلاجة وغيرها معنا قبل دخولنا السكن، ونعاني نحن طالبات السكن أيضا من توقيت الباصات الجامعية ونضطر إلى الخروج مبكرا قبل موعد محاضراتنا بوقت طويل لأن المشرفات لا يسمحن لنا بالخروج إلا في الصباح الباكر ولا يتصلن بالسائقين للحضور رغم توفير الجامعة لعدد جيد وكاف من الحافلات، وإحدى المشرفات، التقطت صورا لأفضل الغرف في السكن علما بأنها من تأثيث الطالبات أنفسهن دون علمهن، وزودت إحدى الصحف بها على أن جميع غرف السكن كذلك». الطالبة ب،ع طالبة في سكن الكليات للفروع. سرقات مستمرة «أمتعتنا معرضة للسرقة وعندما نخاطب إدارة السكن بطلب إتاحة الفرصة لنا بإغلاق الأبواب يتم إبلاغنا بأن الخطاب سيرفع إلى عمادة الإسكان والتغذية ولا يصل إلينا رد في هذا الخصوص، خصوصا وأننا وقعنا قبل دخولنا السكن على ورقة تؤكد عدم مسؤولية الإدارة عن حالات السرقة، بالإضافة إلى أن مواعيد الزيارة من خارج السكن يوم الخميس من الساعة الثالثة ظهرا وحتى التاسعة مساء ومقتصرة على القريبات فقط، ولا يسمح لنا بإفساح المجال لزميلاتنا بزيارتنا على الرغم من أننا مغتربات، وفي أول مرة زرت فيها السكن مع والدتي تفقدنا مع المشرفة وضع الغرف والمطبخ الذي كان مزودا بالموقد وثلاجة وتوجد غسالة أيضا في واحدة من الأجنحة، وبعد تسكيننا بداية العام الدراسي لم نجد ما رأيناه في أول زيارة، ونعاني الآن من سوء التغذية كون المعلبات هي الوجبات الرئيسية التي نتناولها ولا يسمح لنا بإدخال الموقد الكهربائي الصغير ولا الطلب من مطاعم خارجية، وكفتيريا السكن الوحيدة تقدم لنا الوجبات والسلع الغذائية بأسعار خيالية لا نستطيع تحمل نفقاتها فمكافآتنا الجامعية لا تتجاوز 800 ريال فنعزف عن الشراء منها، ونكتفي بما تقدمه لنا أسرنا من مؤونة في كل فترة، كما أنه لا توجد لدينا عيادة ولا أدوية ولا يسمح لنا بالخروج للعلاج بسهولة حتى في أصعب الحالات، وعند دخولنا للسكن يتم تفتيشنا وتفتيش أمتعتنا تفتيشا ذاتيا لا يليق بنا وأرجو من حقوق الإنسان الالتفات لهذه المشكلة». الطالبة أ.ع، طالبة في سكن الكليات للفروع. قلة أدوية «لا يمكن أن يتحرك باص من السكن بأقل من ثلاث طالبات ويشترط وجود المشرفة، والمشكلة إذا كانت محاضراتنا في أوقات متأخرة فقد لا يتوفر هذا العدد، وكذلك الحال أثناء العودة للسكن فقد يتوفر الباص بدون طالبات وقد يكون العكس أحيانا أخرى، وكثيرا ما أتأخر عن مواعد محاضراتي بسبب تباطؤ المشرفة في الصعود إلى الباص، أيضا لا يسمح لنا نحن طالبات الكليات الصحية بطلب الحافلة في وقت متأخر من الصباح ويكون الحل هو الذهاب إلى المستشفى الجامعي من خلال الجسر بعد تجاوز كلية طب الأسنان مع العلم أن مدة الوصول بالحافلة لا تتجاوز أربع دقائق، ومجمل مشاكلنا في السكن تتمحور حول أسعار الكفتيريا وقلة الأدوية الموجودة في العيادة مع عدم التصريح للممرضة بإعطائنا أكثر من حبة واحدة من الدواء، ولا تمنحنا إجازات مرضية لتعويض درجات غيابنا من المحاضرات». الطالبة ت. س، من السكن الرئيسي. الجامعة: لجنة لدراسة الوضع الدكتور شارع البقمي مسؤول العلاقات العامة في جامعة الملك عبد العزيز رد على شكاوى الطالبات بقوله «نعم، طرحت طالبات السكن مجموعة من الأسئلة على مدير الجامعة الدكتور أسامة الطيب في لقائهن المفتوح معه والذي عقد مؤخرا، حيث وجه بتشكيل لجنة عاجلة برئاسة وكيل الجامعة للشؤون التعليمية الدكتور عبدالرحمن اليوبي وعميدة شطر الطالبات والوكيلة، للاطلاع على موقع السكن شخصيا وتقديم جميع الإمكانات الممكنة لتفادي ما ذكر من قبل الطالبات، واللاتي أكدن لمدير الجامعة مسألة رداءة الأوضاع في الغرف والمطابخ وعدم نظافتها، وعدم السماح لهن بطلب الوجبات من المطاعم الخارجية وتأخر الباصات، وخلال الأيام المقبلة، ستوافي اللجنة مدير الجامعة بتقرير مباشر بعد دراسة الوضع خصوصا فيما يتعلق بإشكالية سوء معاملة الطالبات»، مشيرا إلى أن «مدير الجامعة ذكر أن مباني السكن مستأجرة، وأن الجامعة ورثتها بعد ضم كليات التربية التابعة لوزارة التربية والتعليم إلى الجامعة، وأكد حينها أن هذه المباني تحتاج إلى صيانة، وأن الجامعة ستتخذ قرارا بشأنها قريبا».