كان مساء السبت الماضي مساء تجلت فيه الروح الإيمانية واشتعلت قناديل النور والهداية تحف بحفظة كتاب الله من شباب هذه الأمة.. الرموز الواعدة بأن تكون صمام الأمان ودرع الوقاية.. أولئك الذين يرتعون فى سماوات من الذكر العظيم.. يترسمون خطى رسول البشرية ومعلمها محمد بن عبدالله.. صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين وكل أئمة المسلمين الذين من خلال فقه القرآن ونهجه وتطبيقه سموا إلى درجات عليا من التقوى وابتغاء مرضاة الله.. فدانت لهم الدنيا. وكتاب الله لا تفنى عجائبه وكان وسيظل السراج المنير الذي لا يأتيه الباطل من بينِ يديه ولا من خلفه.. وعلى وجوه أولئك الفتية الذين تم الاحتفال بهم ارتسمت ملامح وقسمات شفت عن زهو وفخر واعتزاز وتكامل الشخصية.. فهم حملة وحفظة كتاب الله.. الذين أتاح لهم ما يغني ذاكرتهم ويفتح أمامهم آفاق رحبة من الرحبات الإيمانية ويسيجهم بسياج القدرة على الفرز.. وقدرة التمييز بين الغث والضار والسمين. إن حفاوة المملكة وحفظها لهذه الأمانة العظيمة إنما تسعى من خلال ذلك إلى نشر مظلة الوقاية من الزلل.. والوقوع في براثن الغواية والانحلال وما أكثرها فى هذه الأيام .. وهى تملى علينا مواطنين ومسؤولين أن نجعل قبلتنا بيت الله.. ولساننا كتاب الله وآياته الخالدات.. شكرا لصاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد محافظ جدة.. لرعايته وحنوه وتشجيعه لأبنائه.. وشكرا للمهندس عبدالعزيز حنفي الذى له الجهد المبارك إن شاء الله في تحقيق أبعاد وأهداف هذه الرسالة السامية.. والله لا يضيع أجر من أحسن عملا. شهداء الواجب والمخدرات : ولقد تعمدت في مقالتي هذه أن أجمع بين الشيء وضده.. وهناك قاسم مشترك بين هذين الموضوعين.. وشهداء الواجب الذين سقطوا وضحوا بأرواحهم واختلطت دماؤهم بثرى هذه الأرض الطيبة.. وحملوا شرف الشهادة وهم يكافحون أولئك الفسقة من الذين سقطت ضمائرهم في وحل الجريمة والشطط وكفروا بدينهم ووطنهم في سبيل الكسب غير المشروع.. ذلك أنهم غيبوا الإيمان وغاب عنهم.. إن الرزق بيد الله وإن اللقمة الحلال تغني عن آلاف بل ملايين الريالات.. والحقيقة المؤلمة أنه رغم الجهود المكثفة والخطط الواعية الرامية إلى الوقوف في وجه تفشي هذا السرطان الخطير ونجاح الأجهزة الأمنية (مشكورة ووفقها الله) في كشف ألاعيب هؤلاء وتفننهم في ابتكار الحيل والخطط لتهريب وترويج المخدرات. مع ذلك فإن بلادنا مازالت مستهدفة في محاولة من الأعداء لضرب وحدتنا وغزو شبابنا من زهرات هذا الوطن.. لأنهم هم عدة المستقبل وعتاده ومن بحول الله يبنون رفعة هذا الوطن.. ونظرة إلى ما صرح به مساعد مدير عام مكافحة المخدرات للشؤون الوقائية في الأممالمتحدة عبدالإله الشريف ل «عكاظ».. أن عدد المتهمين في قضايا تهريب وترويج المخدرات خلال العام الماضي تجاوز 43 ألف متهم في 33795 قضية وأن عدد المنومين والمراجعين للعيادات الخارجية والمراجعين للبرامج التأهيلية في مستشفيات الأمل خلال العام الماضى بلغ 72700 ألف شخص، مما يدل على أن المملكة مستهدفة.. شهداء الواجب: ومن حق شهداء الواجب وإن كان قد نهض المسؤولون بحق تكريمهم.. إلا أننى أجد أن التكريم المعنوي أهم بكثير من التكريم المادي بأن تطلق أسماؤهم على الشوارع الرئيسية في المدن وأن يكون هناك سجل للخالدين يرصع بأسماء هؤلاء ورتبهم والدور الذي لعبوه.. وأن يبقى هذا جزءا من مصادر التربية الوطنية كمثال راق في الإيمان بالوطنية والفدائية بالروح من أجل الوطن وحمايته... وحسبى الله ونعم الوكيل. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 132 مسافة ثم الرسالة