ارتسمت البسمة في ملامح أسرة وجيران الطفل سعيد محمد القحطاني في بيشة بعد العثور عليه في بناية تحت الإنشاء يلفها الظلام وهو يبكي في حرقة. وكان أهالي بيشة عاشوا أخيرا ساعات عصيبة، توقفت خلالها القلوب وانحبست الأنفاس، إثر اختفاء الطفل الذي يناهز عمره العام والنصف من أمام منزل أسرته في حي جميع، بعد حلول الظلام ولحظتها استنفر أهالي الحي شيبا وشبابا، وفرق من الدفاع المدني، البحث الجنائي، دوريات الأمن، وعدد كبير من المتطوعين، للبحث عن الطفل المختفي. وتم تمشيط المزارع المهجورة، الأحراش، الآبار المكشوفة، وأحواش المنازل، وكانت التوقعات أن الطفل لن يستطيع اجتياز مسافات طويلة قياسا لصغر سنه وضعف قواه وتزامن اختفائه مع دخول الليل وانتشار الظلام في المنطقة المجاورة للحي. واستمر البحث طيلة الليل باستخدام الكشافات والكاميرات الحرارية إلى أن رفع الأذان لصلاة الفجر، وتجددت الآمال بالعثور على الطفل مع اقتراب بزوغ شمس يوم جديد. يشار إلى أن الطفل قطع نحو عشر كليومترات متجاوزا كل الحواجز الترابية والشجيرات الجافة ووصل إلى عمارة تحت الإنشاء، وعثر عليه يبكي ويصرخ «ماما بابا» عند الفجر حينما سمعت امرأة في مزرعة قريبة صراخ الطفل وانطلقت إليه فوجدته يبكي، عندها أطلقت المرأة البشرى لأهله ولكل من في المكان، وارتفعت الأصوات فرحا وسعادة بعودة سعيد لدفء وحنان وعاطفة الأم والأب، ونصب أهل الطفل «صيوان» وأعلنوا نحر بعير شكرا لله على سلامته وتكريما لمن شارك وساهم في البحث عنه.