جرم باحثون شرعيون ومفكرون مثيري الشغب في قرية العوامية في القطيف، معتبرين أن مثل هذه الأحداث عزل الشيعة عن من حولهم. وقال الباحث الشرعي محمد عبدالغني عطية إن ما حدث مرفوض «وقلنا منذ البداية أبواب ولاة أمرنا مفتوحة للجميع ولا داعي لمثل هذه البلبة والمظاهرات». وأوضح محمد عطية أنه «إذا كان لدى فئة من المجتمع مطالب فإنه يمكن أن يطالبوا بها ولاة الأمر، فأبوابهم مفتوحة للجميع، ويراجعوهم بعيدا عن المظاهرات وإثارة الفتن بغض النظر عما حدث في العوامية». وخلص عطية إلى أن موقفهم ثابت من مثل هذه المظاهرات ويرفضونها بشكل كامل. من جهته، أكد المفكر الشيعي الدكتور محمد بن سعود المسعود أن التظاهرات في هذه الظرفية الزمنية عملت على زيادة عزلة الطائفة الشيعية عن نسيجها الوطني، مضيفا «إذ إن الثورات في العالم العربي من حولنا لا تجعل هذا التوقيت بريئا ولا مصادفة عند الآخرين الناظرين إليها عن قريب أو من بعيد، خاصة حين يتم سكب كمية كبيرة من المطالب المتقادمة من جهة، وبعضها يحتاج إلى معالجة في أطر أكثر نضجا وإيجابية». واعتبر المفكر محمد المسعود أنه من السهل الانسياق خلف نسق التظاهر والمظاهرات، وأسهل منه تقمص دور البطولة في مشهد هزيل وضعيف وعاجز لا يتجاوز الظواهر الصوتية التي يعشقها البعض، ويجد نفسه من خلالها «لكن لا يفترض من المجتمع الناضج في هذه المرحلة الكونية من الانفتاح والوعي والرؤية الشاملة للحقوق المدنية أن تختزل الناس طرق الحل لمشاكلها في أحد طريقين، خطاب إلى الحاكم الإداري أو المظاهرات، وهكذا يتم رسم صورة المشهد، وهذا تبسيط معيب، واختزال ناشئ من العقل الجنيني لمفهوم الرعاية الاجتماعية». وأكد الفكر محمد المسعود أن الشيعة يحملون هوية وطنية تامة وكاملة وغير منقوصة مما لا يحول حائل دون لجوئهم إلى الهيئات الشرعية والقانونية وذات السلطة المباشرة في المطالبة بحقوقهم.