تجاوز مشروع إيصال مياه قرية الملد في منطقة الباحة إلى قرى أخرى مجاورة دون أن يتوقف في القرية التي يمتد عمرها لأكثر من ستة قرون، تؤرخها أطلال القلاع والحصون الحجرية المنتشرة في مختلف أرجاء القرية، وتعتبر من أشهر آثار المنطقة ككل. وبالرغم من إمكانية استغلال القرية في الجذب السياحي لمنطقة الباحة، إلا أن غياب المشاريع التنموية والخدمات الأساسية أعاق وصول السياح والزوار إليها، خاصة وأن القرية التراثية خالية من اللوحات الإرشادية التي تؤرخ وتعرف بالمباني الأثرية فضلا عن عدم إيصال التيار الكهربائي. يقول إبراهيم سعد «طال الإهمال حصون وقلاع القرية الأثرية، والتي تعتبر من أشهر حصون منطقة الباحة، وذلك لعدم الاعتناء والاهتمام بها من قبل الهيئة العامة للسياحة والآثار، ما جعل معظم المباني الحجرية الأثرية التي تؤرخ لماضي القرية الجميل، مهجورة ومعرضة للانهيار في أي وقت». وأضاف «تتميز القرية بالعديد من المقومات الجمالية وخاصة في ما يتعلق بالآثار والمباني القديمة، ولكن بالرغم من ذلك فإن القرية التراثية بحاجة إلى تزويد مبانيها الحجرية بلوحات تعريفية تشير إلى تاريخها، وتنفيذ مشروع لإنارة القرية التي يخيم عليها الظلام الدامس ما يمنع السياح والزوار من التوجه إليها ليلا، بالإضافة إلى افتقارها إلى طرق وممرات نظيفة تسمح بالتجول في مختلف الأنحاء». وأشار إلى أن وادي القرية يعتبر أقدم منتجع سياحي في منطقة الباحة لما يمتاز به من شلالات مائية وأشجار مثمرة وعيون جارية، إلا أنه بحاجة إلى عناية وتأهيل مناسب كونه يعاني من الإهمال. خالد حمدان يقول «تحول وادي القرية الجميل الذي كان يعج بالمتنزهين والمصطافين في أحد الأيام إلى مرمى للنفايات ومخلفات البناء، حتى أصبحت الروائح الكريهة من سمات الوادي»، مشيرا إلى أن الوادي في الآونة الأخيرة أصبح يمنع الأهالي من الوصول إلى مزارعهم ومنازلهم وخاصة أثناء هطول الأمطار، حيث تتحول طرق الوادي إلى صخور وأتربة يصعب السير عليها، ما يجبر الأهالي على استئجار المعدات والشيولات للإصلاح وفتح الطريق على حسابهم الخاص. وتخوف من استشراء الأمراض الوبائية الخطرة بين الأهالي بسبب انتشار البعوض والحشرات الضارة في الوادي بسبب المياه الراكدة التي لا يتم رشها من قبل الفرق المختصة. وانتقد منع أمانة المنطقة الأهالي من الاستفادة من إحدى الآبار من خلال تسويرها ما أدى إلى نضوب العديد من الآبار. ويطالب عبدالله فاضل بتنفيذ مشروع لإيصال المياه المحلاة لمنازل القرية أسوة بالقرى المجاورة التي نفذ فيها المشروع، مشيرا إلى أن تجاهل المشروع للقرية كبد الأهالي العديد من الخسائر المادية بعدما أصبحوا يعتمدون على صهاريج المياه لجلبها إلى منازلهم . وأضاف تركي صالح «منذ عدة أعوام ونحن ننتظر تنفيذ مخطط للقرية من خلال الاستفادة من الأراضي المنتشرة في الجهة الشرقية والتي طالبنا أمانة القرية بتخطيطها وتوزيعها على الأهالي كمنح بلدية، لاسيما وأن القرية تفتقر للأراضي السكنية، ما حدا بالعديد من الأهالي للخروج منها والبحث عن مناطق سكنية ومخططات حديثة للإقامة فيها». «عكاظ» أجرت اتصالا بقسم العلاقات العامة في أمانة منطقة الباحة للتعليق على مطالب أهالي القرية، إلا أن أحد الموظفين طلب إرسال فاكس للإجابة عن استفسارات الصحيفة، وبالرغم من إرساله منذ مدة طويلة، إلا أنه لم يتم الرد عليه حتى الآن.