سجلت اللجان الرقابية لحقوق الإنسان في مكةالمكرمة غيابا عن سير انتخابات المجالس البلدية في العاصمة المقدسة في يوم الاقتراع أمس الأول، حيث لم تشارك في مراقبة عملية الاقتراع كخطوة احتجاجية على بعض ضوابط هذه الانتخابات التي رأت أن فيها تهميشا لبعض فئات المجتمع مع عدم قناعتها في دور المجالس البلدية في الدورة السابقة. وفيما برر أمين العاصمة المقدسة رئيس اللجنة المحلية للانتخابات في العاصمة المقدسة الدكتور أسامة بن فضل البار عدم مشاركة جمعية حقوق الإنسان بقناعتها بشفافية الانتخابات ونزاهتها وحسن التدابير التي اتخذتها اللجان المنظمة، كشف المشرف على جمعية حقوق الإنسان في مكةالمكرمة سليمان الزايدي عن موقف الجمعية من الانتخابات، وعدم قناعتها من المشاركة لمبررات متعددة. وأكد ل «عكاظ» المشرف على جمعية حقوق الإنسان في مكةالمكرمة أن عدم مشاركة الجمعية في سير هذه الانتخابات لعدم قناعتها المطلقة ببعض ما يجري فيها من تجاوزات، موضحا أن الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان لم تشارك في الرقابة، رغم أن إيمانها بأهمية الانتخابات، يعود إلى عدم تطوير آلية عمل المجالس البلدية، وعدم التمكين من حق الانتخاب لبعض فئات المجتمع. وقال المشرف العام على الجمعية سليمان الزايدي إن الجمعية أكدت ضرورة تمكين جميع المواطنين دون استثناء من حقهم في الانتخاب، ومنح صلاحيات أوسع لعمل هذه المجالس بما يحقق الهدف المنشود من وجودها، والجمعية الوطنية لحقوق الإنسان تؤكد دعمها للعملية الانتخابية، وستكون فروعها ومكاتبها مفتوحة لرصد واستقبال أي شكاوى أو تظلمات وفق اختصاصها في تلقي الشكاوى ومتابعتها مع الجهات المختصة والتحقق من دعاوى المخالفات والتجاوزات المتعلقة بحقوق الإنسان. وأضاف «غيابنا عن مراقبة هذه الانتخابات لا يعني عدم قبول أي شكوى من أي ناخب أو مرشح، بل سنقف معه في حين تقدم بشكوى وأبوابنا مفتوحة، والحقيقة أنني قمت بالتصويت في أحد المراكز الانتخابية بشكل شخصي، ولاحظت ضعف إقبال كبير سواء من الناخبين أو حتى من عدد المرشحين في كل دائرة حيث انخفض عددهم بما يزيد على النصف مقارنة بالتجربة الأولى». وعلل الزايدي ضعف الإقبال على الانتخابات لعدم تقديم المجالس السابقة ما يحقق تطلعات المواطنين «حيث كانت تجربة المجالس البلدية في المرحلة السابقة متواضعة ولم تواكب طموحات الناس وهذا انعكس سلبا على الانتخابات الحالية». واعتبر سليمان الزايدي الدورة الثالثة للمجالس البلدية بعد عدة سنوات ستكون المفصلية في تاريخ الانتخابات البلدية، مضيفا «لسببين أولهما صدور نظام المجالس البلدية الجديد الذي وصل إلى قبة الشورى، وسنعمل في مجلس الشورى على دراسته بشكل يمنح هذه المجالس صلاحيات أوسع تمكنه من أداء دوره بشكل كبير، وسيصدر قريبا بعد دراسته في الشورى، والسبب الثاني هو مشاركة المرأة في المجالس البلدية والانتخابات، وهذا بلا شك سيقود إلى تغيير هذه التجربة بشكل فاعل فالمرأة ستمنح هذه الانتخابات وهجا جديدا وستكون الدورة المقبلة في نظري هي الدورة الذهبية التي يتلمس من خلالها المواطن الدور الحقيقي للمجالس البلدية». ولم تكن جمعية حقوق الإنسان في العاصمة المقدسة الجهة الرقابية الوحيدة التي غابت عن دورها الرقابي، حيث سجلت هيئة الصحفيين السعوديين أيضا غيابنا عن دورها الرقابي أيضا، وهو ما دفع أمين العاصمة المقدسة رئيس اللجنة المحلية للانتخابات في مكة إلى انتقاد هذا الغياب وقال ل «عكاظ»: «أستغرب عدم مشاركة هيئة الصحفيين في مراقبة هذه الانتخابات وهي التي كانت سباقة في الدورة الأولى في المشاركة الرقابية ولكنها لم تحضر أمس». وقال ممثل هيئة الصحفيين السعوديين في مكةالمكرمة فهد الأحيوي إنه لم توجه دعوة رسمية للهيئة للمشاركة في المراقبة عكس ما جرى في التجربة الأولى.