لقد آلمتنا فاجعة وفاة الأميرة نورة بنت تركي بن عبد العزيز آل تركي، والدة الأمير بندر بن خالد بن عبد العزيز آل سعود، وأثقلت نفوسنا بالآلام وملأت مآقينا بالدموع، فهي نعم الأم الرؤوم، ومثال للكرم والتواضع والعلم، ربت فأدبت، وعاشت جل حياتها مساندة لزوجها، معطاءة وفية بواجبها تجاه أبنائها، ربيبة بيت آل تركي الذين ربوا على الصلاح والتقوى، ولعل برها بأبنائها جعلهم يرتبطون بها كأم حانية ووزيرة في الرأي، ومعينة لهم على تخطي أي صعاب، ومما لاحظت حال حياتها كثرة تردد الأمير عبد الله وشقيقه الأكبر الأمير بندر عليها بشكل مستمر ساعة بعد ساعة، فجزى الله الأميرة نورة عن برها ورعايتها لأبنائها وتربيتهم على نهج أبيهم مما أسكن حبهم في قلوب الناس، وجعل ذلك نبراسا لها على الصراط، وأسكنها فسيح جناته. إنني أعلم عظم المصاب على قلوب أبنائها، وكل من عرفها مما جعلني أمسك القلم على استحياء، وأكتب هذه الكلمات في رثائها علني أثلج القلوب وأخفف من الألم، فإن البعد عن الأحباب في الدنيا يورث الحزن والألم في النفوس، وكلمات التعازي والمواساة كالمزن ينهمر مطرا يخفف من حر الأحزان، فنحسبها إن شاء الله من الصالحات، وندعو لها أن يفسح قبرها، وأن يجعلها ممن سعد بلقاء ربها، فإن الدعاء يرفع البلاء، فخير ما تركت رحمها الله أبناء صالحين يدعون لها، وعمل صالح وكثير من الناس يشهدون على ذلك العمل الصالح، وصدقة جارية تشهد لها يوم القيامة، فكم لها من أيادٍ ووقف لمساعدة المساكين والفقراء والمعوزين، وأدام الله على أبنائها حب الناس لهم وتواضعهم في المعاملة مع الآخرين، فإن ذلك تاج على رؤوسهم، وأسدل عليهم نعمة وزادهم من فضله، فإنهم أهل الكرم والضيافة والوقار والعلم والسخاء. د.محمد الحميدي