أهم ما تسفر عنه جميع المؤتمرات والندوات التي تعقد في الداخل أو الخارج هو الخروج بمجموعة من التوصيات التي تهدف في الأخير إلى تبني ومعالجة الأمور في كافة التخصصات الصحية أو الاقتصادية أو الاجتماعية أو الرياضية، لأنها في الأخير تنصب في صالح خدمة الإنسان الذي يعيش في كوكب الأرض. ولكن يلاحظ أن كثيرا من التوصيات تبقى على الرفوف رغم أهميتها، وقد تعود أسباب ذلك إلى عوائق مالية لتنفيذها، وخصوصا تلك التوصيات التي تتطلب إجراءات رسمية وتحركات واسعة. وأكثر المؤتمرات الطبية تنتهي إلى توصيات مهمة، منها إنشاء مراكز متخصصة لبعض الأمراض الدقيقة، وخصوصا إن كان هذا المرض يمس شريحة كبيرة من أفراد مجتمعنا. وقبل أيام أوصى المشاركون في المؤتمر الثاني لأكاديمية القدم السكري خلال الجلسة الختامية التي عقدت في جدة بإنشاء وحدات لرعاية المصابين بالقدم السكري في جميع مستشفيات المملكة، وإيجاد ثلاثة مستويات لرعاية مرضى القدم السكري تبدأ بالرعاية الصحية الأولية للقيام بمهمة التوعية والعناية بالمضاعفات الأولية للقدم السكري، وإحالة الحالات التي يتم الاشتباه في إصابتها بمراحل متقدمة إلى مستوى الرعاية الثانية في المستشفيات، كما أوصى المجتمعون بإنشاء وحدات لرعاية المصابين بالقدم السكري في جميع المستشفيات المرجعية في المملكة، وأيضا تقديم كل الدعم اللازم لمستوى الرعاية الثالث في المراكز المتقدمة لعلاج حالات القدم السكري التي تحتاج إلى توفير جميع الوسائل التشخيصية والعلاجية، للتعامل مع الحالات المتقدمة لمنع أو تخفيف معدلات البتر بين هؤلاء المرضى. كل هذه التوصيات في محلها، وتمثل أهمية كبيرة في ظل ما أشار إليه رئيس مجلس إدارة الجمعية العلمية السعودية لجراحة الأوعية الدموية وعضو هيئة التدريس في جامعة الملك عبد العزيز في جدة البروفيسور حسن الزهراني، أن هناك ثمانية ملايين قدم سعودية مهددة بالبتر في حالة إهمال هؤلاء المرضى المصابين بداء السكري العناية بالقدمين، خصوصا أن هناك أربعة ملايين مصاب بالسكري في المملكة. بدوري أضم صوتي للمشاركين في المؤتمر بضرورة أن تأخذ الصحة هذه التوصية في عين اعتبارها، ولا سيما أن هذه الفئة تحتاج رعاية خاصة.