أوصى المشاركون في المؤتمر الثاني لأكاديمية القدم السكري (DFA) خلال الجلسة الختامية التي عقدت ظهر أمس (الأربعاء) بفندق كراون بلازا بجدة بإنشاء وحدات لرعاية المصابين بالقدم السكري في جميع مستشفيات المملكة. واختتم المؤتمر الذي أقيم بدعم ورعاية وزارة الصحة واستمر لمدة خمسة أيام بمشاركة 50 طبيباً وجراحاً من منسوبي وزارة الصحة بحضور عدد من الخبراء وكبار الأطباء العالميين وباعتماد قسم الجراحة وأمراض العظام في كلية الطب بجامعة كاليفورنيا سان دييغو بالولايات المتحدة الأميركية وبرامج التعليم الطبي المستمر (CME) بالدعوة لتقديم كل الدعم اللازم للمراكز المتقدمة لعلاج حالات القدم السكري التي تحتاج إلى توفير جميع الوسائل التشخيصية والعلاجية للتعامل مع الحالات المتقدمة لمنع أو تخفيف معدلات البتر بين هؤلاء المرضى. وشدد المشاركون على أهمية إيجاد ثلاثة مستويات لرعاية مرضى القدم السكري تبدأ بالرعاية الصحية الأولية للقيام بمهمة التوعية والعناية بالمضاعفات الأولية للقدم السكري وإحالة الحالات التي يتم الاشتباه في إصابتها بمراحل متقدمة إلى المستوى الرعاية الثانية في المستشفيات، حيث يوصي المجتمعون بإنشاء وحدات لرعاية المصابين بالقدم السكري بجميع المستشفيات المرجعية بالمملكة وأيضاً تقديم كل الدعم اللازم لمستوى الرعاية الثالث في المراكز المتقدمة لعلاج حالات القدم السكري التي تحتاج إلى توفير جميع الوسائل التشخيصية والعلاجية للتعامل مع الحالات المتقدمة لمنع أو تخفيف معدلات البتر بين هؤلاء المرضى. وأوصى المشاركون في المؤتمر على أهمية برامج التوعية والتدريب بشكل خاص برامج التوعية الاجتماعية لجميع المصابين بداء السكري وللمجتمع بصفة عام باستخدام جميع الوسائل الإعلامية المقروءة والمسموعة والمرئية والالكترونية وضرورة تعاون وزارة الإعلام والقطاع الخاص في دعم برامج التوعوية. كما حذر المجتمعون من النقص الحاد في أعداد العاملين المتدربين في رعاية القدم السكري من التمريض والأطباء والفنيين، موصين بضرورة تنفيذ برامج تدريبية للأطباء والجراحين وبدء برنامج بأحد الجامعات بالمملكة لتأهيل أخصائيين في رعاية القدم وكذلك ابتعاث عدد من الممرضين والممرضات والأطباء للتخصص في هذا المجال. وأكد المشاركون على أهمية وضع ضوابط لتمكين الأطباء للحصول على ساعات تعليمية عبر حضور دورات في رعاية القدم السكري وبشكل خاص أطباء الرعاية الصحية الأولية. وأقر المشاركون في المؤتمر بفوائد فرق الرعاية الصحية المنزلية للمصابين بالقدم السكري بشكل خاص كبار السن والمصابين سابقاً بتر بعض الأطراف، وأوصى المجتمعون بضرورة وضع الإجراءات والنظم الموحدة اللازمة لرعاية المصابين بالقدم السكري في جميع مستشفيات المملكة. ونوه المجتمعون بجهود وزارة الصحة في إنشاء مراكز لرعاية مرضى السكري بالمملكة والتي تحتوي على وحدات لرعاية القدم السكري وأوصوا بضرورة دعم هذه المراكز لتقوم بدورها المؤمل في مكافحة مرض السكري بشكل عام ومضاعفات القدم السكري بشكل خاص، كما قدموا الشكر لسميث آند نيفيو المتخصصة في التقنيات الطبية التي أطلقت أكاديمية القدم السكري ضمن برامجها المجتمعية لخدمة وتطوير القطاع الصحي بالمملكة. وفي ختام المؤتمر تم منح المشاركين شهادة إنجاز من جامعة كاليفورنيا في سان دييغو بالولايات المتحدةالأمريكية فضلاً عن اعتماد ساعات البرنامج عبر برامج التعليم الطبي المستمر (CME)، حيث تعرف المشاركون عبر المؤتمر الذي استمر لخمسة أيام بإجمالي 40 ساعة على أحدث التقنيات في التعامل مع مرض السكري، مع التركيز بشكل خاص على الحالات العملية والإجراءات الجراحية المباشرة وذلك عبر جلسات وورش المؤتمر. وترأس المؤتمر الدكتور خالد بن عبدالله طيب استشاري أمراض السكري والغدد الصماء ومدير مركز السكري والغدد الصماء بمستشفى النور التخصصي بمكة المكرمة رئيس مجلس إدارة جمعية شفاء، وشارك فيه أحد أبرز الخبراء حول العالم وهو الأستاذ الدكتور جيريت مولدر من جامعة كاليفورنيا سان دييجو. وتظهر أهمية المؤتمر وفقاً للإحصاءات التي تشير إلى أن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تُعد من أكثر المناطق تأثراً بتبعات مرض السكري، حيث ينتشر السكري في دول مجلس التعاون الخليجي بنسبة تتراوح بين 25 و35 بالمائة بين البالغين، في الوقت الذي ترتفع فيه نسبة حدوث الآفات في الأطراف السفلية وقرحة القدم لدى مصابي السكري في المنطقة وتصيب 50 بالمائة من مرضى السكري. وتعتبر قرحة القدم السكري واحدة من أكثر مضاعفات المرض شيوعاً وأشدها خطراً حيث أن إهمالها يؤدي إلى بتر القدم إلى جانب التأثيرات السلبية التي تؤثر على حياة المرضى وعائلاتهم، في الوقت الذي يعتبر فيه أن عدم العناية المناسبة للقدم وكشفها باستمرار عبر ارتداء الأحذية المفتوحة على سبيل المثال قد يساهم في تطور قرحة القدم لدى مرضى السكري، مما يؤدي إلى مشاكل خطيرة قد تؤدي إلى ضرورة البتر. وبحسب منظمة الصحة العالمية فإن عدد مرضى السكري في المملكة العربية السعودية يتوقع أن ينمو بواقع 283 بالمائة بين عامي 2000 و2030، وذلك بسبب التغيرات في نمط الحياة ونوع الغذاء الذي يؤدي إلى ارتفاع مستويات السمنة، حيث تسجل المملكة ثاني أعلى معدلات الإصابة بمرض السكري في منطقة الخليج بعد الإمارات العربية المتحدة. جدير بالذكر أن أكاديمية القدم السكري هي مبادرة تعليمية طرحتها تهدف للتركيز على النواحي العامة والمتخصصة التي تتعلق بالإدارة المتطورة لآفات الأطراف السفلية لدى مرضى السكري، ويُشار إلى أن هذا المؤتمر يأتي بعد النجاح الكبير الذي حققه المؤتمر الأول لأكاديمية مرض السكري (DFA) في جدة والذي عقد في مارس الماضي 2011م، حيث تم منح المشاركين شهادة إنجاز من جامعة كاليفورنيا في سان دييغو إضافة لاعتماد ساعات البرنامج عبر برامج التعليم الطبي المستمر (CME).