أكدت حوارات الجلسة الأولى من جلسات منتدى الإعلام الاقتصادي والتي حملت عنوان (دور الإعلام الاقتصادي في تنمية الاقتصادات الوطنية) على أهمية تأهيل الكوادر البشرية المتخصصة في مجالي الإعلام والاقتصاد، مشددين على أهمية تضافر الجهود وتعاون القطاعين العام والخاص من أجل تقديم رسالة إعلامية اقتصادية واضحة. وبحثت الجلسة التي أدارها الدكتور إحسان بوحليقة واقع المؤسسات وضرورة تطويرها، إذ أوضح رئيس الهيئة السعودية للصحافيين ورئيس تحرير جريدة الرياض تركي بن عبدالله السديري أن دول مجلس التعاون الخليجي تحتاج إلى مزيد من التطوير في الكثير من القطاعات، فنحن بحاجة إلى إعلام يعي حقيقة أننا منطقة متميزة في العالم العربي، رغم أن هناك شيئا من التحامل نراه في وسائل الإعلام على المجتمع الخليجي، وأن الصحافة هي المسؤول الأول لدفع تلك التحاملات، والسعي لتطوير حالة التميز، وبالطبع فإن الاقتصاد هو المطلب الأول للتطوير، والإعلام الاقتصادي هو الأهم في هذا الجانب. وذكر أن الصحافة المحلية، خصوصا الاقتصادية بحاجة إلى تطوير الإمكانات، وأن تحصل على دعم على ألا يكون ذلك الدعم على شكل هبات، وإنما ليكن على هيئة قروض، فحين تحصل المؤسسة على دعم مباشر سوف يسهم ذلك في توقفها. وقال إن الكادر الصحافي في المجال الاقتصادي موجود لكنه غير قوي، وحتى يصل إلى المستوى المأمول يحتاج إلى زمن، فالصحافة الاقتصادية شأنها شأن أي خدمة جديدة تدخل السوق، تحتاج إلى الكثير من التأهيل والإمكانات، فليس بمقدور كل صحيفة أن تؤسس قسما اقتصاديا مستقلا، ولا بد من دعم وتوعية ومشاركة من أكثر من جهة في هذا المجال منها وزارة الثقافة والإعلام والقطاع الخاص أيضا، بالتالي فإن التأهيل والمشاركة في المنتديات والمؤتمرات المتخصصة سوف يسهم في إيجاد محررين صحافيين متخصصين في شتى الشؤون الاقتصادية كالنفط والسياحة وغير ذلك. من جانبه قال المدير التنفيذي مؤسسة الإنتاج البرامجي المشترك لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبد المحسن محمد البناي في ورقة حملت عنوان (آليات المواكبة الإعلامية لرقابة أداء السوق الخليجية المشتركة) إن الغاية الأساسية لإنشاء السوق الخليجية المشتركة، هي زيادة سرعة معدلات النمو الاقتصادي وارتفاع مستوى التشغيل والإنتاج، بالتالي فهناك ضرورة للمواكبة الإعلامية لرقابة أداء هذه السوق ومدى ما أنجزته لصالح المواطن الخليجي على أرض الواقع. وحمل البناي جهات ثلاث منوطا بها القيام بهذه المواكبة الإعلامية، هي الإدارة الإعلامية في الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي، والمؤسسات الإعلامية الرسمية والخاصة، وأصحاب الشأن وهم الاقتصاديون بما يمثلونه من مؤسسات وشركات تمثل البنية الأساسية للحراك الاقتصادي العام. وأشار إلى ازدحام الفضاء العربي ومن خلال الأقمار الصناعية العربية والتي تحتوي على أكثر من 800 قناة مختلفة الاتجاهات والمسارات، بينما الفعل الاقتصادي لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة، وضمن مستويات متباينة، لا تلبي احتياجات المشاهد العربي بالشكل الحقيقي، إذ تركز جملة تلك القنوات على التقارير الرسمية لأداء البورصة في هذا البلد أو ذاك، أو استضافة رئيس مجلس إدارة الشركة أو تلك المؤسسة من منظور إعلاني ترويجي بحت.