إذا كانت التقاليد قد فرضت أن تسير المرأة السعودية خلف الرجل بخطوات لعقود طويلة، فهي اليوم ستسير إلى جانبه قدما بقدم، ومنكبا بمنكب، فقد أنصف خادم الحرمين الشريفين المرأة، عدلا وشرعا من القرار الاجتماعي التقليدي، وأعطاها حق المشاركة في مجلس الشورى وحق الترشح، وحق الانتخاب للمجالس البلدية، في خطوة كبيرة للمشاركة في القرار، وبما يرتفع عن سقف المطالب المعلنة للنساء، مؤكدا على الالتزام بالأطر الشرعية وعدم الخروج عليها، والملك بهذا القرار يستجيب لتقدم المرأة في مجالات الحياة والعلم، والعمل، وعدم الخروج على الأطر الشرعية الوارد بالخطاب الملكي يشمل أيضا عدم الخروج على حقوق المرأة الشرعية بالتعسف والظلم والإبعاد، والمنع من الحياة العامة التي هي حق لكل إنسان خلقه الله. الملك صاحب القرارات العظيمة بهذه الخطوة سبق القرار الاجتماعي والتنظيمي المعلن بمسافة ليفتح الأبواب واسعة للمرأة من خلال المشاركة بالمشورة والرأي لتأخذ المرأة السعودية مكانها المتساوي مع أخيها الرجل في شؤون الحياة النوعية المنتظرة للمجتمع السعودي. وجود المرأة في المشورة وصنع القرار سيغير الكثير في الحراك الاجتماعي والثقافي في الحياة السعودية، وسيؤدي لحركة تنظيمية كبرى في مؤسسات المجتمع تفتح لها أبوابا كثيرة كانت مغلقة أمامها في الإدارات والمؤسسات العامة، خصوصا، أن المرأة أخذت مراتب متقدمة في العلم والعمل من العمل والتطور والنمو ومن هنا فقرار خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله يفتح الأبواب على مصراعيها للمرأة السعود للخروج من مفاهيم التقاليد الخاطئة التي حجبتها عن الحياة العامة لزمن طويل. المتوقع بعد هذه القرارات الكريمة أن تزحف المرأة تلقائيا لمواقع متقدمة في الإدارة خصوصا أن الملك عبد الله أعلن بقوة رفض تهميش دورها في الحياة العامة مستشهدا بدور نساء الإسلام والأول في المشورة والقرار، فالملك لا يعطي المرأة حقا جديدا من مفهوم الخطاب، بل يقر لها العدل الشرعي ضد سطوة التقاليد، ويحدد الوضع الصحيح الذي غاب طويلا. قد يأخذ التنظيم بعض الوقت في كثير من الدوائر الحكومية، لكن المراة السعودية لها الحق الآن للعمل إلى جانب أخيها الرجل، وهو حق اكتسبته المرأة بما وصلت إليه بالجهد للخروج من تهميشها الذي طال .. وإذا كان البعض فوجئ بحجم قرار المشاركة فقد كتبنا مراراعن توقعاتنا بقدوم جحافل النساء القادرات للحياة العامة رغم كل العوائق، لأن تفوق المرأة كان سيجد مخرجا من عزلتها الطويلة، وها هي تتحقق الطموحات بوالدنا جميعا الذي عودنا على تحسس همومنا بقلبه الكبير. [email protected] للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 240 مسافة ثم الرسالة