كشف مدير عام الزراعة في بيشة المهندس سالم بن محمد القرني عن ترتيبات لوزارة الزراعة مع وزارة المياه والكهرباء، لإيصال المياه المعالجة ثلاثيا من محطة الصرف الصحي شمال بيشة إلى المنتزه الوطني جنوب المحافظة، بطاقة تصل إلى 5000 لتر مكعب يوميا، للاستفادة منها في استزراع المنتزه بأشجار السدر وأصناف النخيل النادرة، حفاظا عليها من الاندثار. وأرجع القرني في حوار ل (عكاظ)، أسباب جفاف أكثر من مليون ونصف المليون نخلة في محافظة بيشة ومراكزها وقراها، إلى عدم استخدام المزارعين للمياه الاستخدام الأمثل، واعتمادهم على الطرق التقليدية، وغياب نظام الري الحديث باستخدام نظام التنقيط، إضافة لقلة هطول الأمطار خلال السنوات الماضية بما يكفي لزيادة المخزون. وتناول الحوار عدة موضوعات عن الجانب الزراعي والحيواني في المحافظة، فإلى تفاصيله: • هناك من يتهم وزارة الزراعة بالتوسع العشوائي في توزيع المخططات الزراعية قبل عشرات السنين، في وقت لم تكن المياه الجوفية الكافية متوفرة، فكم عدد المنح الزراعية التي منحت لأهالي بيشة ؟ وهل ترون حاجة ملحة لتوزيع كم هائل من المساحات الفقيرة إلى المياه؟ شهدت بيشة خلال العقود الماضية توزيع نحو (4262) منحة زراعية بمساحة 170520 دونما، واعتمد في توزيعها سواء كانت منحا فردية أو جماعية على دراسة عنصرين هما، صلاحية التربة وتوفر المياه، مع اعتذار الوزارة عن بعض الطلبات في بعض المواقع بالمحافظة لعدم توفر الكمية الكافية من المياه، إلا أن الاستنزاف الهائل للمياه وعدم التقيد بالضوابط المحددة من الوزارة في المسافات بين الآبار، وعدم الترشيد في استخدام مياه الري بالتنقيط، واعتماد المزارعين على النظام التقليدي «نظام الري بالغمر»، إضافة إلى حالة الجفاف وقلة هطول الأمطار على المنطقة لأكثر من ثلاثة عقود، تسبب في جفاف عدد كبير من المزارع، وفقدت بيشة بسببه أكثر من مليون ونصف المليون نخلة، لتتقلص أعدادها إلى 1.3 مليون نخلة. وأستطيع التأكيد على أن جميع المخططات الزراعية الموزعة كانت مدروسة، وكانت حالة المياه فيها مشجعة على التوزيع في ذلك الوقت. • لجأ عدد من أصحاب المزارع إلى تحويلها لمخططات سكنية، فما دور المديرية في ذلك؟ تحويل المزارع إلى مخططات سكنية يخضع لإجراءات يتم تطبيقها، حيث يشترط أن تكون المزرعة المراد تحويلها إلى مخطط سكني داخل النطاق العمراني المحدد من قبل البلدية، والموضح فيه مراحل النمو والتمدد العمراني للمدينة. • وضع أمير منطقة عسير حجر أساس المنتزه الوطني في بيشة قبل عامين، لكن لم ينجز، ما المعوقات التي اعترضت تنفيذه واستكمال مراحله؟ وهل هناك خطط لإقامة منتزهات أخرى ؟ المنتزه الوطني جنوببيشة يمثل أكبر وأهم المنتزهات التابعة للمديرية، فهو يقع على مساحة تزيد على 84 مليون متر مربع، وموقعه استراتيجي ونموذجي لأهالي بيشة، وتكثر فيه الأشجار وشجيرات الغابات المتنوعة والمراعي، وتتخلله العديد من الشعاب والأودية، وهضاب رملية وصخرية طبيعية، وقد قام صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد أمير منطقة عسير بوضع حجر أساسه قبل عامين تقريبا، وقامت المديرية بعمل سياج على محيطه، والعمل جار لاستكمال السياج لكامل الموقع، كما يتم استكمال استخراج صك لوزارة الزراعة على الموقع بالكامل، وإفراغه باسم أملاك الدولة لصالح وزارة الزراعة، وهناك مطالبة باستكمال إنشاء المنتزه في ميزانية هذا العام بإنشاء مبنى إدارة المنتزه، ومستودعات وغرف حراسة، وحفر آبار وتمديدات مياه، وتنفيذ شوارع محيطة وممرات داخلية، وإنشاء مشاتل، وخزانات علوية وأرضية، وإنشاء مظلات للزوار المرتادين، وتأمين معدات وآليات لتشغيل المنتزه، والمديرية لديها توجه بإنشاء أربعة منتزهات مماثلة وتم اختيار مواقع لأحدها في شمال بيشة، وآخر في وادي ترج، وثالث في الجعبة، والرابع في مركز العبلاء. وحاليا هناك تنسيق مع فرع وزارة المياه في المحافظة لنقل مياه الصرف الصحي المعالجة ثلاثيا من شمال المحافظة إلى المنتزه على بعد يقدر ب 40 كم جنوب المحافظة، وبطاقة تقدر ب 5000 لتر مكعب يوميا، وستشرع المديرية عند وصول هذه المياه للمنتزه في استزراع حوالى 60 ألف شجرة سدر يتم توزيعها داخل المنتزه بما يحقق فوائد عدة لتوفير الظل، إضافة إلى إنتاج العسل لأصحاب المناحل، كما تخطط المديرية للاستفادة من تلك المياه في إنشاء حقل وراثي لأهم أصناف النخيل في بيشة، حفاظا على تلك الأصناف في ظل الجفاف الذي تعاني منه المحافظة بشكل عام. • انعدام الثقافة الزراعية للمزارعين يمثل أحد أسباب التأخر الزراعي في المحافظة، فهل قامت المديرية بالدور المأمول منها في توعية وإرشاد المزارعين ؟ أقامت المديرية ثلاثة حقول إرشادية لتثقيف وتوعية المزارعين بالطرق الصحيحة لنظام الري والزراعة والتسميد والتقليم ومكافحة الآفات الزراعية تحت إشراف متخصصين، واستقطبت عددا كبيرا من المزارعين، وظهرت نتائج إيجابية وملموسة لتلك الحقول على مزارعي المحافظة. • حظيت كثير من الإدارات الحكومية في بيشة بمبان حكومية، إلا أن المديرية مازالت تنتقل من مبنى مستأجر لآخر، فما الأسباب والمعوقات؟ تعرضت المديرية لمعوقات تمثلت في تداخل صكين أحدهما لوزارة الشؤون الإسلامية عام 1403ه ، وآخر لوزارة الزراعة عام 1393ه ، وصك الزراعة سابق لصك الشؤون الإسلامية بعشر سنوات، مما أعاق بناء مشروع مبنى الزراعة على أرضها، وتم تشكيل لجنة بأمر صاحب السمو الملكي أمير منطقة عسير، ولاتزال القضية لدى المفتش المختص، واعتمد أخيرا مشروع بناء مبنى للمديرية بتكلفة تقدر ب15 مليون ريال، على موقع تملكه وزارة الزراعة، بمساحة عشرة آلاف متر مربع، وتم أخيرا الانتهاء من التصاميم، وسوف يطرح في منافسة عامة خلال هذا العام. • مازالت مشاريع الدواجن وغيرها محل استياء سكان بيشة بشكل عام، كم عدد المشاريع القديمة، وكم طاقتها الإنتاجية ؟ وهل ستنقل من مواقعها ؟ وما المسافة النظامية لإقامة مشاريع الدواجن والأغنام ؟ وهل يتم التقيد بها حاليا؟ صحيح أن هناك استياء كثيرا من المواطنين في منطقة عسير بشكل عام وفي بيشة بشكل خاص، من إقامة المشاريع، وهناك جهات حكومية ذات علاقة بتقدير الأضرار وهي البلدية والأرصاد وحماية البيئة، وفي هذا الجانب أمر أمير منطقة عسير بتشكيل لجنة تضم جميع الجهات ذات العلاقة لاختيار مناطق بعيدة لا يوجد عليها أي نزاعات وتنطبق عليها شروط المنح، وتم بالفعل اختيار عدد 99 موقعا ملائما للمشاريع، والعمل جار لاستكمال إجراءاتها حسب النظام، كما صدر توجيه أمير المنطقة بعدم قبول أي طلبات جديدة لمشاريع، مع إمكانية تشكيل لجان من المحافظات تقوم باختيار مواقع جديدة ثم ترسل للجنة المركزية لأخذ الموافقة عليها، أما المشاريع القائمة فلا يمكن نقلها لعدم وجود ضرر منها حاليا، حيث يوجد في بيشة حاليا 31 مشروعا طاقتها الإنتاجية تزيد على 13 مليون من الدواجن سنويا، وجميع المشاريع القائمة نظامية ومرخصة بتراخيص لاتزال سارية المفعول. • ماذا قدمت المديرية وفروعها لدعم الثروة الحيوانية في بيشة؟ وما الأمراض الحيوانية التي تنتشر في المحافظة؟ وهل لديكم مختبرات متخصصة لمجالات الزراعة أو الطب البيطري ؟ تشرف المديرية على ثروة حيوانية كبيرة تزيد على مليون ونصف المليون رأس من الأغنام والأبقار والإبل والخيول، إضافة إلى أكثر من 13 مليون طائر من الدواجن سنويا، وهذا العدد يحتاج لجهود كبيرة، حيث تقوم المديرية بمراحل تحصينات وعلاج ومراقبة للأمراض الوبائية كأنفلونزا الطيور، ونفوق الحيوانات، وجهود المديرية ممثلة في قسم الثروة الحيوانية مستمرة، والمديرية لايتوفر فيها مختبرات متخصصة عدا مختبر واحد لمجالات الزراعة، ولازالت المديرية تفتقر إلى المختبر البيطري الذي يمكن توفير الوقت والجهد لفحص العينات من خلاله، وقد تم أخيرا افتتاح وحدتين بيطريتين في كل من مركز صمخ ومركز وادي ترج. • تشهد محافظة بيشة هجرة الكثير من أشجار النخيل المثمر إلى مناطق داخل وخارج المملكة، ما موقفكم من هذا؟ وهل هناك أمراض زراعية منتشرة في نطاق عمل المديرية كسوسة النخيل الحمراء مثلا؟ الجفاف وقلة مياه الري جعلا الكثير من المزارعين بين خيارين أحلاهما مر. فإما أن يترك نخيل مزرعته تموت واقفة أمام ناظريه، أو أن يبيعها مجبرا حتى لا تموت بسبب الجفاف. والمديرية تؤيد الخيار الثاني لكي يستفيد المزارع من قيمة هذه النخيل بدلا من أن تموت، ولكون محافظة بيشة خالية من سوسة النخيل الحمراء فقد أصبحت خيارا وحيدا لكافة من يرغب في شراء النخيل ونقلها إلى مناطق ومحافظات داخل وخارج المملكة، وفق إجراءات معينة يتم تطبيقها، حيث يتم الكشف على النخيل ووضع سلك ينتهي برصاص مختوم بشعار وزارة الزراعة، وتحرير شهادة منشأ داخلية للنخيل، والمديرية بالتعاون مع الجهات الأمنية تمنع نقل النخيل مالم تتوفر كل ماذكر، ويتم تحرير مخالفات لكل من يحمل نخيلا غير مكتملة الإجراءات النظامية، وبحكم خلو بيشة من السوسة الحمراء أصبحت هي المنطقة الوحيدة التي تصدر النخيل.. • ماذا عن إعانات التمور للمزارعين، وهل مازال المزارع يعاني من إجراءات صرفها؟. نتيجة الدعم اللامحدود الذي تقدمه حكومة خادم الحرمين الشريفين للمزارعين، تواصل الدولة تقديم إعانة التمور لمزارعي النخيل في بيشة والمحافظات المرتبطة بها أسوة بسائر مناطق ومحافظات المملكة المنتجة للتمور، ويتم إيداع تلك المبالغ في حسابات المزارعين بالنظام السريع مباشرة من غير عناء أو مراجعة.