حين تأتي يا سيدي، تغرد الطيور، وترقص الشمس، ويصدح الفرح في ثنايا الروح. حين تأتي تضيء سماء القلب، وتهطل سحائب الحب فيغسل الأرض المطر!!. حين تأتي تخضر الأحلام، وتورق أشجار المنى، فتتلألأ الشفاه بنور الابتسام!!. حين تأتي تتقد العيون ببريق الشوق، فتنسج لك القناديل جسورا من الفضة تخطو عليها إلى الموعد البهي!!. حين تأتي إلينا يا سيدي، محملا بثمانية عقود من عمرنا جمعتنا معا، ثمانية عقود كل ثانية فيها هي زجاجة عطر يفوح برائحة الحب والوفاء والارتباط. من حقك علينا أن نفرح بمجيئك، ومن حقك علينا أن نستقبلك على سجاد اللهفة لملقاك، وأن نحتسي بحضورك فناجين الفخر بعقود ثمانية من العزة جمعتنا بك. حكايتنا معك ياسيدي، حكاية خلدها التاريخ، فالتاريخ وحده هو الذي يروي أسطورة ظهورك في حياتنا، بعد أن قضينا عقودا وعقودا ونحن لانعرف حكايات غير تلك التي سطرتها حروف الفرقة والتمزق والقتال، الذي شرب من دمائنا حتى شرق بها. حكايتنا معك يا سيدي، مطرزة بفصوص القلب وأهداب العيون، تشدو بها العصافير كل صباح، وتهدهد بها الأمهات أطفالهن كل مساء، حكايات يتلوها النهار فيرتلها خشعا الرجال والنساء، ويهمس بها العاشقون براهين عشق لا ينقضي. حين تأتي يا سيدي، تأتي لتعلمنا الحب والتسامح والعدالة، تعلمنا كيف نتخلص من جاهلية كامنة في أعماق نفوسنا، كيف نروض الشر في داخل قلوبنا، وكيف نتغلب على انفعالاتنا الطائشة فندجنها لنجعلها باقية في قبضة أيدينا، نسيرها نحن ولا تسيرنا، ونقود انطلاقها ولا تقودنا، فنفوز بحاضر خيرا من الماضي، ونأمل في مستقبل أجمل من الحاضر.. هلالك الذي أشرق علينا يوم أمس محملا بعطر نخيل الأحساء وورد الطائف وفل جازان وريحان عسير ونعناع المدينة، ملأ دنيانا بأريج البهجة ورائحة الفرح، فبتنا نردد لرؤيته، كل عام وأنت بخير يا وطننا، كل عام وأنت في مجدك ترتقي وفي قلوبنا تتوسد الحب والاعتزاز. فاكس: 4555382-01