استغرب الأخ الكاتب خالد السليمان أن هيئة مكافحة الفساد ستكافئ الأشخاص الذين يبدون نزاهة في أعمالهم ماديا ومعنويا. هذه الفكرة يا عزيزي جاءت من منطلق أن النزيه لا يجد مكافأة على نزاهته، ويعيش فقيرا طوال حياته العملية، وقد يضطر مكرها لأن يسرق أو يحتال حتى يتغلب على ظروفه!، لذلك فرئيس هيئة مكافحة الفساد مشكورا يقوم بعمل احترازي ويكافئه حتى يبقى نزيها مخلصا وطنيا!. أقترح بناء على ذلك إعادة تسمية الهيئة لتصبح (هيئة مكافأة النزاهة)!. وعلى هذا المنوال، علينا مكافأة السائق القدوة الذي لا يتجاوز 180 كلم في الساعة، والعامل الشريف الذي لا يبيع اللحوم النافقة، وبائع الشعير الذي لا يرفع سعره، والمقاول الصادق الذي لا يماطل، والابن البار الذي يطيع والديه، والأب المثالي الذي لا يعنف أطفاله!. وبعد الفراغ من الحروف الساخرة، فإن ما نريده ليس مكافأة متأخرة للنزاهة، بل تأصيل مبكر لها. لا بد أن نزرع بذور النزاهة في نفوس الأجيال، ونتعامل مع القاعدة الأخلاقية الهشة التي تزين الفساد في عيون الناس وتجعله قيمة مقبولة، وهذا ليس دور هيئة مكافحة الفساد الموقرة، بل دور مؤسسات المجتمع المتنوعة، أما الهيئة فدورها الرئيسي رقابة وتتبع ومعاقبة الفساد. محمد منصور آل فاضل