لصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة الفضل كل الفضل لإحيائه سوق عكاظ بعد مضي دهر عليها وهي مغفلة حتى في الحديث عنها بعد أن كانت السوق الأكبر والأشهر في تاريخ العرب. وقد اختلفت الروايات في تاريخ انعقاد هذه السوق، فقالوا إنها كانت تقام في شهر شوال، ثم تنتقل إلى سوق «مجنة» فتقيم فيه عشرين يوماً من ذي القعدة. وقد كان لقيام السوق في الأشهر الحرم أثر واضح في تأمين الطرق، وتعتبر عكاظ أعظم معرض في جزيرة العرب للتجارة والصناعة، والفن، وأعظم مؤتمر للرأي والسياسة والاجتماع، وأعظم منتدى للشعر والخطابة، حيث كانت تنصب المنابر لحكماء العرب. كان من بين أولئك حكيم العرب قس بن ساعدة الأيادي، وقف على جمل أورق وتضام الناس حوله وجعل يقول فيهم: أيها الناس اسمعوا وعوا، من عاش مات ومن مات فات، وكل ما هو آت آت. يقسم قس بالله قسماً لا إثم فيه أن لله ديناً هو أرضى لكم، وأفضل لكم وأفضل من دينكم الذي أنتم عليه، إنكم لتأتون من الأمر منكراً. وكان من المجتمعين حوله غلام يسمع ويعي ما يقول .. هذا الغلام هو محمد صلى الله عليه وسلم، قال بعد أربعين سنة عن هذا المشهد لوفد من قوم قس بن ساعدة جاءوا ليبايعوه صلى الله عليه وسلم على الإسلام «كأني أنظر إليه بسوق عكاظ على جمل له أروق، وهو يتكلم بكلام عليه حلاوة ما أجدني أحفظه»، فقال رجل من القوم أنا أحفظه يا رسول الله، ثم تلاه عليه، فلما انتهى قال النبي صلى الله عليه وسلم: «يرحم الله قساً إني لأرجو أن يبعث يوم القيامة أمة وحده». وتمر الأعوام والعقود والقرون لتمضي أكثر من ألف وأربعمائة عام فيجدد صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة الحياة للسوق وبشكل متطور بدأت من العامين السابقين وبالأمس الثلاثاء افتتح سموه مهرجان «سوق عكاظ» لهذا العام والذي سيشتمل على مجموعة من الفنون الأدبية والفكرية والأمسيات الشعرية، والأنشطة العلمية إلى جانب عرض مسرحية تاريخية أدبية. وصدق الشاعر القائل: من هنا شع للحقيقة فجر من قديم .. ومن ها هنا يتجدد. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 158 مسافة ثم الرسالة