على الرغم مما يبذله أبناؤنا الأبطال العاملون في إدارات مكافحة المخدرات، من تضحيات جسيمة في سبيل وطنهم والقيام بواجبهم نحوه حماية له من أخطار المخدرات، حتى فقد بعض أولئك الأبناء الأبطال حياتهم خلال معاركهم البطولية مع المجرمين المهربين والمروجين الذين طالما دمروا شبانا يانعين عن طريق هذه الآفات حتى ضاعوا وانتهت حياتهم بالموت أو السجن أو الأمراض النفسية والعصبية، على الرغم من كل هذه الجهود والتضحيات المبذولة في مجال مكافحة المخدرات إلا أن كميات الاستخدام متوفرة في الزوايا المظلمة وفي الأوكار المعتمة لمن يطلبها من الناشئة والشبان بعد أن حولهم المجرمون إلى ضحايا للإدمان. ولما يطلب مدمن شراء جرعة مخدرات فيقال له إن البضاعة غير متوفرة.. راجعنا في الأسبوع القادم!، بل إن ما يطلبه أي فتى أو فتاة متوفر ما دام أن مبلغ الشراء في يده، فيما قد يبحث مريض ما عن نوع من الدواء للقلب أو السرطان أو الكبد فلا يجده في الصيدليات إما لأنه كان موجودا وانتهت الكمية وأن عليه الانتظار حتى توفير كميات جديدة أو لأن الدواء لا يصرف إلا عن طريق صيدليات المستشفيات التخصصية الكبرى أو لأنه غالي الثمن وفوق طاقة المريض المشتري، وهذه مفارقة عجيبة ومؤلمة في آن واحد وتدل على وجود ثغرات تتسلل منها المخدرات إلى المجتمع، وأن ما يتم وضع اليد عليه واعتقال جالبيه أو موزعيه، هو جزء مما يهرب وليس كله، ولذلك فإن الكميات التي تمر من خلال الثغرات كافية لمن يطلبها من المستخدمين وكافية أيضا لتحويل زهور الوطن من ضحاياها إلى حطام حتى تصل بعض أسر المدمنين إلى مرحلة تتمنى فيها أن يأخذ الله فلذة كبدها ويريحه ويريحها من تلك المأساة!، بعد أن كان فلذة الكبد محط الآمال ومعقدها في عيون تلك الأسرة، ولكن المخدرات حولته إلى حطام إنسان وربما جعلت منه وحشا مؤذيا خطرا على بقية أفراد الأسرة إن لم يجد الجرعة التي تهدئه برهة من الزمن لأنه يصبح على استعداد للسرقة والقتل وبيع العرض والنفس وإيذاء من حوله من أسرته ومجتمعه، وقد تكون نهايته الموت بحقنة مخدرات فيعثر على جثته وقد فارق الحياة في مرحاض أو فناء أو غرفة كئيبة من غرف الضياع، وما دامت الجهود مبذولة لمكافحة المخدرات فإن المصلحة تقتضي سد أي ثغرات تتسلل منها المخدرات مهما كانت نوعية تلك الثغرات !. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 162 مسافة ثم الرسالة