تمثل المقاصف المدرسية ركيزة أساسية للتنمية الصحية في المدارس، باعتبار الغذاء الصحي يشكل عاملا رئيسا في بناء صحة الطلبة الدارسين، وأي إخلال في هذا الجانب ينعكس أثره سلبا على صحتهم وعلى مستوى التحصيل العلمي، خصوصا أن الدراسات العلمية أوضحت أن «التغذية لها تأثير بالغ على التحصيل الدراسي للطلاب، حيث تبين أن نقص التغذية يصاحبه نقص مطرد في المقدرة الاستيعابية للطالبات والطلاب». ورغم أن لائحة المقاصف المدرسية أخذت في اعتبارها الاهتمام بالارتقاء بالمقاصف المدرسية من كافة جوانبها مع التركيز على جودة المنتجات الغذائية، إلا أن الملاحظ أن كثيرا من هذه المقاصف لا تقدم الوجبات الصحية التي تحتوي على العناصر الغذائية اللازمة، وتكتفي ببيع منتجات غذائية لا تضيف أية قيمة غذائية للطالبات والطلاب، بل بالعكس قد يتعود هؤلاء على المأكولات الضعيفة التي تفتقد إلى الجودة والنوعية، فلا تخلو الكثير من المقاصف وللأسف من الشيبس والشكولاتات وغيرها.. وغيرها، وتمتد إلى المشروبات الغازية والآيسكريم في «المدارس الخاصة». وكل هذه المعطيات تؤكد على ضرورة إعادة النظر في هذه الوجبات، مع تقديري للشركة المشغلة لها في المدارس التابعة لوزارة التربية والتعليم، مع ملاحظة عدم وجود أو عدم تطبيق فعلي لبنود المقاصف المدرسية على مستوى مناطق المملكة، بمعنى أن كل منطقة تعليمية تتعامل مع هذه المقاصف وفق لائحة ذات مرجعية مدرسية. ومن هذا المنطلق، أتمنى من وزارة التربية والتعليم أن تبادر بتفعيل لائحة المقاصف الصحية، وتعيد النظر في كل السلبيات الموجودة مع معالجتها، فليس هناك أهم من صحة أبنائنا الدارسين، فكثير من الأمراض تبدأ معالمها مع مرور الوقت لأن الأساس المبكر لمرحلة النمو لم يكن كما ينبغي من الناحية التغذوية الصحية. وأخيرا.. بدأ العام الدراسي الجديد، وسط أمنيات كبيرة بأن يشهد التميز والإبداع العلمي من بناتنا الطالبات وأبنائنا الطلاب، وأن يشهد المزيد من الإنجازات.. والله من وراء القصد.