بعيدا عن بهجة البحر والحدائق والمتنزهات، يمارس الطفلان فيصل والفديع المطيري هواية لا تتواءم ولا تنسجم مع الطفولة وتتطلب مهارة وقدراً كبيراً من الذكاء، أنها مهنة ميكانيكا السيارات التي يمارسانها بشكل يومي في الورشة التي يملكها والدهما حيث يبدأ يومها بفحص السيارات وتشخيص أعطالها، ليس هذا فقط بل ساقهما حبهما للمهنة إلى اختراع جهاز لتوليد بطارية سيارة لا تحتاج للكهرباء. وهنا بين الطفل فيصل المطيري (12 عاما) أنه يمارس مهنة إصلاح السيارات أيام الدراسة في نهاية الأسبوع، فيما يستغل الصيف كاملا في مزاولة المهنة منذ الصباح الباكر وحتى وقت متأخر من الليل، وأضاف: يبدأ عملنا في الصباح الباكر أنا وشقيقي بفحص السيارات ومعرفة الأعطال فيها ومن ثم إصلاحها مباشرة دون طلب مساعدة من أحد. وذكر الفديع (تسعة أعوام) الشقيق الأصغر لفيصل، أنه أحب العمل في هذا المجال مع شقيقه في طفولتها وأضاف: «أتقنت الميكانيكا مع أخي وأصبحنا نشكل ثنائيا مميزا بعملنا الجماعي» وحول اختراعهما لجهاز بطارية السيارات، قال: فكرت طويلا مع أخي في هذا الاختراع قبل الشروع في تنفيذه وخرجنا بهذا الإنجاز بعد مشاهدتنا الوالد وهو يصرف مبالغ كبيرة مقابل فاتورة الكهرباء، وخلص إلى القول: «هذا العمل يدر علينا مالا وافرا». إلى ذلك، اعتبر ماجد المطيري والد الطفلين، أنه وجد ابنيه موهوبين في مجال الميكانيكا وكيف أنهما كانا يجسان نبض المركبات منذ نعومة أظافرهما وأضاف: «اخترع ابني فيصل في سن التاسعة جهازا خاصا بالطاقة، وكان منذ نعومة أظافره يقلد بشكل أفضل كل ما أقوم به، فعلمته الميكانيكا بناء على طلبه، حتى أتقن المهنة بشكل لافت، وانضم إليه أخوه الفديع الذي غدا مثل أخيه في هذا المجال»، وتابع: يقود فيصل وشقيقه الفديع كافة أنواع السيارات بكل إتقان وحرفية، وإصلاح كافة أنواع محركات السيارات الأمريكية، وحصلا على العديد من الشهادات من مراكز الموهبة في وزارة التربية والتعليم، مبينا إصرار ابنيه ومطالبتهما له بافتتاح ورشة منذ خمسة أعوام يزاولان من خلالها إصلاح المركبات، واستجاب لهما بعد أن تأكد من رغبتهما الجادة.