رأى وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري في حوار مع «عكاظ» من العاصمة الفرنسية باريس أمس، أن المشكلة بين الملحقية الثقافية في واشنطن والمبتعثين ناجمة عن حماس انتاب الطرفين وليس سوء سلوك من الطلاب، وهدفه إنجاح برنامج خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز للابتعاث الخارجي، موضحا أن الإشكالية تأتت عن عطل فني في نظام التعاملات الالكترونية الذي استغرق إصلاحه بعضا من الوقت. وأكد وزير التعليم العالي أنه لا يوجد تقصير لا من الطلاب ولا الملحقيات الثقافية، مضيفا «ونحن في الوزارة لا نعتبر بعض الخلافات في وجهات النظر جدلا بل تأكيد على رغبة الجميع، وبالأخص الطلاب، في تحقيق النجاح المدرسي». إلى نص الحوار: • كيف تستطيع وزارة التعليم العالي حسم الجدل المتكرر سنويا بين الطلاب المبتعثين والملحقيات الثقافية، والاتهامات المتبادلة بالتقصير ؟ ليس هناك اتهام بالتقصير لا من جهة الطلاب ولا من جهة الملحقيات، وفي المقابل أنا لا ألوم أي طالب يريد أن ينهي إجراءاته، أو يحصل على مميزات في وقت سريع، وفي الوقت نفسه لا أريد أن أحمل الملحقيات أكثر مما تتحمل، وهذا الجدل شيء طبيعي، فالطلاب هم أبناؤنا، وينبغي أن نتحمل منهم كل الإلحاح لأنني واثق أنهم يدركون أن هناك عشرات الآلاف في كل بلد من البلدان الرئيسية، ولكن في المقابل لابد أن تأخذ الإجراءات الإدارية وقتها الكافي للدراسة سواء داخل الملحقية أو جهات الابتعاث في المملكة للتنسيق معها في إنهاء أي موضوع، وأنا لا أرى أن هناك جدلا طالما أن هؤلاء أبناؤنا، ونحن سنكون مسرورين عندما يقابل هذا الإلحاح إنجاز دراسي وعملي متميز من الطلاب أو الملحقيات. • يفهم من حديثك معالي الوزير أن أساس المشكلة ليس بسبب طلاب مقصرين، ولكن لعامل الوقت ؟ إذا كنت تتحدث عن موضوع الطلاب المبتعثين في الولاياتالمتحدة الذي حدث قبل أيام، فالمشكلة كانت في نظام التعاملات الالكترونية التي تربط كافة الملحقيات بالوزارة، والذي تعرض لخلل فني بسيط، فعند الانتقال من نظام الكتروني إلى آخر لابد أن يحدث بعض الصعوبات الدقيقة جدا، ويحتاج إصلاحها إلى وقت، وسبق أن حدثت في أستراليا وبريطانيا لأن هناك أعدادا كبيرة من المبتعثين، وفي المقابل لم يحدث في الملحقيات الصغيرة أي خلل نتيجة قلة الضغط. وأود أن أشير إلى أن هذا النظام الالكتروني في غاية الامتياز للطلاب لأنها تتم المعاملات الكترونيا، وكذلك بالنسبة للملحق الثقافي أو المسؤولين في الوزارة، ولأنها تعطي مؤشرا عن حجم إنجاز أي مشرف دراسي. كما تكشف عن أوجه القصور في الخدمات المقدمة للطلاب أو تعليق المعاملات، ولذلك أطلب من أبنائنا الطلاب أن يتحملوا معنا بعض الإشكالات الفنية، وإن شاء الله ستنتهي قريبا، ولا يوجد تقصير، ولكنه اجتهاد تخلله أخطاء بسيطة غير مقصودة، وهي ليست مؤشرا على سوء العمل في الملحقيات، أو سوء سلوك أبنائنا الطلاب، إنما هو حماس انتاب الجميع لإنجاح هذا المشروع الرائد الذي ستكون آثاره إيجابية من النواحي الاقتصادية، والاجتماعية، وإن شاء الله لن نرى أي تقصير من أحد. • هل توجد آلية لتكثيف إيفاد السعوديين بأعداد كافية في الملحقيات، أو ربما الاستفادة من الطلاب المبتعثين تسهم في خدمة زملائهم، لتفادي جهل الجاليات الأجنبية بالأنظمة السعودية بشكل تام؟ أولا توجد صعوبة في إيفاد المئات من السعوديين، لأنها عملية تخضع لإجراءات دبلوماسية قد لا تسمح بانتداب أعداد كبيرة. ثانيا لن نجد أعدادا كبيرة يقبلون بالعمل في الخارج، ولذلك تبقى الصعوبة في إيجاد أعداد كبيرة من السعوديين يتولون مهمة مشرف دراسي في واشنطن التي تحتاج إلى أكثر من 400 مشرف على الرغم أن منهم سعوديين كثيرين.. أما ما يخص توظيف المبتعثين، فأنا أعتقد أن هذا الأمر سيضر الطالب أن يؤدي مهمتين لأنه سيقع في تعارض مع دراسته، ومن المفترض أن يركز الطالب على دراسته، وإن كان هناك بعض الطلاب يتعاونون مع الملحقيات بشكل محدود، ولا يتعارض مع دراستهم.