صدر تعميم وزارة الداخلية على أمراء المناطق قبل بضعة أيام مشدداً على أهمية التعامل الحسن مع المواطنين واحترام حقوقهم وخصوصياتهم امتثالاً للنظام الأساسي للحكم المستمد من الشريعة الإسلامية، وأكد التعميم الإداري على وجوب التقيد بالتعليمات وترك التصرفات الفردية المرتجلة، والابتعاد عن مضايقة المواطنين. لا شك هناك تقصير في أداء بعض الجهات الحكومية التي لها اتصال مباشر بالمواطنين، وهناك تصرفات غير مقبولة من بعض المنتمين لجهات الضبط الإداري، تصرفات فردية لا تمثل الجهاز الذي ينتمي له هؤلاء الأفراد، ورغم أنها تجاوزات يراها البعض كبيرة إلا أنها لا تعادل شيئا مقارنة بما يحصل في دول أخرى، يكون فيها التجاوز والتعدي عملية ممنهجة وواجبا من واجبات الوظيفة الضبطية. التعميم يبين لنا وللآخرين أننا في المملكة نسير في الطريق الصحيح، ويؤكد أن وزارة الداخلية التي تعتبر وزارة رعب وتعذيب في دول أخرى هي وزارة السلام والأمن والإحسان في بلدنا. داخليتنا التي أحسنت إلى عوائل الإرهابيين ولم تعاقبهم على جرائم أبنائهم، والتي تحترم الإنسان وحقوقه مهما كان مجرماً وضالاً تثبت يوماً بعد آخر أنها قريبة من الجميع، وتفتح صدرها للجميع، وتبحث عن راحة وسعادة المواطن، أؤكد أنه لا يوجد موظفون ملائكيون والتجاوز موجود ولكنه محدود التأثير وتواجهه السلطات بحزم شديد. أقولها بكل صراحة ومن دون تملق أو نفاق لأي أحد، إن الداخلية السعودية وقطاعاتها وإماراتها أكثر رحمة بمواطنيها من وزارات الشؤون الاجتماعية في دول أخرى، والأمل كبير في مؤسسات وأجهزة الدولة الأخرى اتخاذ الداخلية نموذجاً في كثير من المجالات. أعرف جيداً أن الأمير الإنسان نايف بن عبدالعزيز يتألم لألم المواطن ويسعد لسعادة المواطن، ويعمل بلا كلل في كل وقت ليتابع شؤون المواطنين في كل مكان. لدينا تقصير في أمور مختلفة ولكن في احترام كرامة الإنسان وصون حياته نحن الأفضل لأننا أسرة واحدة متحابة حكاماً ومحكومين. [email protected]