أفصح متعاملون في آليات خدمة الحجاج أن اختلاف التفويج، وتوجيه الحافلات للسكن الحقيقي يمثل أولى الخطوات التي يمكن اتخاذها للقضاء على المشاكل الناتجة عن اختلاف التفويج، مؤكدين أن اختلاف التفويج يشكل صداعا موسميا للجهات العاملة في الحج، ومؤكدين في نفس الوقت أنه يمكن حصر الحلول في إلزام المستفيد الذي يثبت تلاعبه في تسكين الحجاج بأن يتحمل أجرة تسكينهم في فندق خمسة نجوم على حساب المستفيد، إذا ما كان سكنهم غير متوافر أو فيه حجاج آخرون، وتغريمه عن كل حاج غرامة مجزية حتى لا تتكرر منه أو من غيره، إضافة إلى سحب رخصة السكن ممن تتكرر منه هذه الملاحظة، ووضع اسمه في قائمة سوداء تضم كافة المتلاعبين في عقود إسكان ضيوف الرحمن، باعتبار أن ممارساتهم تمس سمعة المملكة بشكل مباشر، وتسيء للجهود التي تبذل من كافة القطاعات الحكومية من أجل خدمة ضيوف الرحمن على مدار العام. يشار إلى أن غالبية العاملين في نشاط الحج يرون أن نجاح الجهات المعنية في حل المشكلات التي تنتج عن اختلاف التفويج خلال موسم الحج، سيمكنها من القضاء على نحو 70 في المائة من المشكلات التي تواجه الحجاج ومنسوبي القطاعات الحكومية والأهلية العاملة في الحج، فضلا عن توفير جزء كبير من وقت وجهد ممثلي تلك الجهات. وعلمت «عكاظ» أن جهات حكومية بدأت في اتخاذ المزيد من الخطوات للقضاء على المشكلة التي تتكرر سنويا، وفيما ألمح متعاملون إلى صعوبة القضاء على مشكلة اختلاف التفويج، أشارت مصادر إلى أن جهات حكومية تتمثل في لجنة الحج، مكاتب الأدلاء، ولجنة الإسكان، لجان المراقبة والمتابعة بدأت فعليا في تطبيق حزمة من الإجراءات، من أبرزها تفعيل التعاملات الإلكترونية للقضاء على معضلة اختلاف التفويج، وربط الإجراءات والاختصاصات بأنظمة إلكترونية تمنع تكرار التجاوزات والأخطاء التي تؤدي إلى تكرار حدوث عمليات اختلاف التفويج. وأبان ل «عكاظ» مختص في نشاط الحج، عمل طيلة 13 عاما في قنوات وحقول متعددة في نشاط الحج، بأن اختلاف التفويج يعد المعضلة التي لا زالت تبحث عن حل، وإذا ما تمكنت الجهات المعنية من إيجاد حل جذري لها فإن نصيبا وافرا من وقت وجهد العاملين يمكن توجيهه إلى أعمال أخرى تسهم في تطوير محاور الحج الأخرى. وأضاف المختص أن مشكلة اختلاف التفويج تنتج عن تحويل الحجاج من السكن «أ»، والذي من المفترض أن يسكنوا فيه إلى السكن «ب»، وهو لا يكون معروف الموقع والاسم إلا عند دخول الحجاج إليه، على عكس السكن «أ»، الذي يكون مسجلا بصفة رسمية لدى الجهات المعنية، بحيث إن هذه الفئة أو الحملة من الحجاج موجودة في هذا السكن ولكن لظروف ما تم تحويلهم إلى سكن آخر. ويقع اختلاف التفويج غالبا في بداية موسم الحج، مع أن المباني فارغة لكن يتم عمل اختلاف التفويج لربك عملية التفويج وخلط أوراق ومباني التفويج بعضها ببعض، ولكي تخرج العملية عن السيطرة وتسهل عملية مخالفة النظام المتعلق بتسكين الحجاج، وإجبار الجهات المعنية على السماح بوقوع عمليات إسكان حجاج في مبان بما يفوق طاقتها الاستيعابية. مشاكل اختلاف التفويج وتقصت «عكاظ» الأضرار السلبية التي تنجم عن «اختلاف التفويج»، أبرزها حرمان أصحاب دور أخرى من الاستفادة من عملية تأجير الحجاج بسبب أن أحد المستفيدين كدس وزاد عدد الحجاج في سكنه عن المصرح، فيأخذ نصيب المباني الأخرى، وعند حدوث طارئ ما فإن عدد الإصابات والضحايا سيكون أكبر من المتوقع بسبب زيادة العدد عن المصرح وعدم كفاية المخارج لهم في الزمن المحدد. ويكثر الحديث عن الظواهر السلبية التي تنجم عن تكرار اختلاف التفويج، حيث قد يفجع الحجاج بذويهم المفقودين بسبب تأخر الوصول إليهم لأنه عند الاستعلام عن اسم الحاج سيتم توجيهه للمبنى «أ»، والذي كان من المفترض أن يسكنوه. كما ينتج عن اختلاف التفويج زيادة الازدحام في الطرقات نتيجة عملية تقسيم حجاج البعثة، إضافة إلى ما ينتج عن ضياع أمتعة الحجاج بسبب تقسيم الحجاج لموقعين أو ثلاثة أو بسبب أن أمتعة الحجاج أصلا عند تحميلها من المطار كانت في حافلة أخرى فتتوجه الحافلة لموقع آخر فيتم فقد بعض الأمتعة.