كم أتمنى أن تستفيد الجهة المنظمة لمهرجان سوق عكاظ، من تنظيم جائزة الملك فيصل العالمية، الذي أصبح مضرب المثل، وقدوة يقتدى به، ومدرسة قل أن توجد.. الضيوف لا يجدون مشقة لا في الحضور، ولا في الانصراف، فمنذ وصولهم مكان الحفل وحتى مغادرتهم، وهم موضع اهتمام المنظمين.. الشباب المدربون في استقبالهم، هاشون، باشون، مبتسمون، ومواقف سيارات الضيوف معلومة سلفا، وكذا مكان جلوسهم، ورقم الطاولة التي يجلسون عليها، ورقم المقعد المخصص لكل واحد منهم، وما عليهم إلا أن يسيروا وفق خطة ينفذها فريق عمل متكامل، منسجم، متناغم، ليس فيه من يعزف نغمة نشازا. تنظيم مهرجان سوق عكاظ العام الماضي، لم يكن على المستوى المأمول والمطلوب، كان هناك تهرب من المسؤولية، وتهميش، وجهود مبعثرة عشوائية في الغالب، مع أن ضيوفه نخبة من المثقفين، من كل أنحاء الوطن العربي، وهم في بلد توطنت فيه الثقافة على مستوى القول والفكر، وفي سوق عكاظ عودة إلى البديهيات، وتعبئة ثقافية نفسية فكرية، يغذيها الشعور، والعقل، والوجدان، والمخيال الاجتماعي، وبكلمة واحدة الذاكرة الجماعية، والمخزون الثقافي النفسي. أقترح على منظمي مهرجان هذا العام، الاستفادة من تجارب جائزة الملك فيصل العالمية، أو الاستعانة بمنظميها، فذاك يجنب المهرجان بعض السلبيات، وبعض المنغصات، تلك التي كانت بمثابة بثور في وجه حسناء جميلة، يطلب يدها خطاب كثيرون، فتتأبى عليهم، لتظفر بعريس واحد تزف إليه، وقد طوق عنقها بعقود الفل، والياسمين. الجهة المنظمة لمهرجان سوق عكاظ العام المنصرم، المنفذة للخطة، عجزت عن عملية التنظيم، أمام كثافة الضيوف، ومكانتهم العلمية والثقافية، ناهيك عن المكانة الأدبية والثقافية لسوق عكاظ وسمعت من بعضهم ثناء جما على مسرحية «طرفة بن العبد» لكنهم أبدوا ملحوظة على توزيع الصوت في المسرح. التحدي الذي يواجه المهرجان هذا العام يكمن في: إعادة ترتيب العلاقة بينه من جهة، وضيوفه ومثقفيه من جهة أخرى، بما يجسد الدور الصريح الذي أداه سوق عكاظ، في بلد يتحرك على مستوى التحقيق الفعلي للثقافة العربية. BADR8440&YAHOO.COM فاكس: 014543856 للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 106 مسافة ثم الرسالة