حملت شركات التخليص الجمركي شركة التحميل والمناولة في ميناء الملك عبدالعزيز مسؤولية تكدس الشاحنات مجددا، والتي برزت إلى السطح منذ السبت الماضي، مطالبين الشركة بضرورة إيجاد مخرج سريع لإعادة انسيابية دخول الشاحنات عبر بوابة 35 بهدف تحميل الحاويات المحملة بمختلف أنواع البضائع بعد تفريغها من البواخر. وقالت مصادر ذات علاقة بشركات التخليص الجمركي، إن أزمة تكدس الشاحنات عادت مجددا بعد بروزها خلال شهر شعبان الماضي، ثم اختفت في شهر رمضان المبارك، بيد أن مئات الشاحنات بدأت تشكل طوابير طويلة على مساحة لا تقل عن أربعة كيلو مترات على طرفي الطريق (ذهابا – إيابا) المؤدي إلى بوابة 35 المخصصة لتحميل الحاويات المملوءة بالبضائع المختلفة، مشيرة إلى أن عودة تكدس الشاحنات على مسافة طويلة يعطي دلالة قوية على وجود مشكلة كبيرة لدى شركة التحميل والمناولة، إذ يتجاوز عدد الشاحنات التي تنتظر دورها أكثر من ألف شاحنة. وأضافت أن صعوبة دخول الشاحنات إلى منطقة التحميل سيضاعف الأزمة الحالية التي مضى عليها أربعة أيام حاليا ويربك الحركة في المنطقة، موضحة أن غالبية الشاحنات مضى على وقوفها أكثر من عشر ساعات، فالشاحنات التي تقف في المقدمة اضطرت للوقوف في الطابور بانتظار دورها منذ ساعات الفجر الأولى، بينما لم يصلها الدور حتى الساعة الواحدة ظهرا، فيما ستضطر الشاحنات التي قصدت المنطقة بعد الساعة العاشرة صباحا للانتظار ساعات طويلة لا يعلم متى يصل دورها للدخول بهدف تحميل البضائع. وأوضحت المصادر، أن تكدس الشاحنات خارج منطقة التحميل أسهم في إفراغ المنطقة الخاصة بالكشف عن البضائع بأجهزة الأشعة، إذ لا توجد طوابير في هذه المنطقة التي تعج غالبا بمئات الشاحنات في نحو خمسة طوابير تنتظر دورها للكشف عن البضائع قبل الفسح، مبينة أن الشاحنات القليلة التي تتمكن من التحميل بعد انتظار ساعات طويلة في الطوابير الكبيرة خارج بوابة 35، تلك الشاحنات لا تستغرق أكثر من دقائق معدودة قبل الحصول على الموافقة بالفسح، نظرا لاختلاف الازدحام في هذه المنطقة. وأكدت المصادر أن أزمة تكدس الشاحنات في ميناء الملك عبدالعزيز دفعت شركات النقل البري إلى إعادة النظر في التعامل مع شركات التخليص الجمركي العاملة في الميناء، تفاديا لتجميد أعداد كبيرة في الميناء بانتظار دورها، ما يعني تكبد شركات النقل البري خسائر كبيرة جراء وقوفها لساعات طويلة في الطوابير، وبالتالي فإن شركات النقل البري بدأت في رفض بعض الطلبات المتعلقة بتحميل بضائع من ميناء الملك عبدالعزيز، بسبب التكدس الحاصل حاليا.