رأى أطباء مختصون، أن نسيان الأدوات الطبية في بطن المريض يعد جزءا من الإهمال ولا يحسب من المضاعفات، لافتين ل «عكاظ» إلى أن الكادر الطبي بأكمله يتحمل مسؤولية الخطأ ويحاسب عليه وفقا لمنظومة الجزاءات في الهيئة الطبية الشرعية. وبينوا أن هناك منظومة صحية تنفذ في جميع غرف العمليات يتبعها الكادر الطبيب بدءا من الطبيب وانتهاء بالكادر التمريضي وتشتمل على حصر كل الأدوات قبل وبعد العملية. حصر الأدوات رأى استشاري جراحة الأورام وعضو هيئة التدريس في كلية الطب في جامعة تبوك الدكتور إبراهيم البلوي، أن نسيان الأدوات الطبية في بطن المريض جزء من الإهمال، ويتحمل مسؤولية ذلك كل الكادر الطبي وعلى رأسهم الطبيب الذي أجرى العملية. وأضاف «هناك سياسات تتبع في غرف العمليات وتشمل حصر كل الأدوات الطبية وأهمها (الشاش بأنواعه، الإبر، المقصات، خيوط الجراحة، وأدوات أخرى)، حيث يتم رصد كل هذه الأدوات قبل الجراحة على السبورة من قبل ممرضة مختصة، ومن ثم حصرها على نفس السبورة بعد إجراء العملية وإغلاق موقع الجراحة». وأشار الدكتور البلوي إلى أنه في حالة نقص أي من الأدوات الطبية المستخدمة في العمليات وخصوصا الإبر الصغيرة أو الشاش فإنه يعمل للمريض أشعة متحركة للتأكد من خلو جسده من هذه الأدوات، ولا يتم إغلاق العملية الإ بعد التأكد من حصر جميع الأدوات التي استخدمت. إهمال وتقصير ويتفق استشاري النساء والولادة في مستشفى الثغر في جدة الدكتور محمد يحيي قطان مع الرأي السابق فيقول: هناك منظومة وآلية تتبع في جميع غرف العمليات عند إجراء عملية جراحية تستخدم فيها أدوات طبية بمختلف أحجامها وأعدادها، وجميع هذه الأدوات تكون محصورة قبل العملية ويعاد حصرها بعد إتمام الجراحة، من قبل ممرضة مسؤولة عن ذلك. وأضاف «نسيان الأدوات الطبية في أجساد المرضى يعد من الحالات النادرة على المستوى العالمي، ولكنه وارد الحدوث في ظل الإهمال أو غياب الحصر اليدوي والكتابي للأدوات، فمعروف عالميا أن هناك سياسات تتبع في غرف العمليات وتشتمل على التعقيم وحصر الأدوات والتجهيزات». الدكتور قطان أكد أن هناك فرقا كبيرا بين الإهمال والمضاعفات، ونسيان أي نوع من الأدوات الصحية في جسد المريض لا يدخل ضمن المضاعفات بل هو إهمال ولا تقتصر مسؤوليته على الطبيب فقط بل الكادر الطبي بأكمله ولاسيما مع وجود ممرضة معنية بحصر وتسجيل كل الأدوات المستخدمة.