«طريق التوازن» . . نحو مزيد من الرضا والتميز، أحد الكتب الباحثة في الجوانب النفسية، والتي سجلت نجاحات كبيرة خلال بضعة أشهر طرح فيها، حيث قرر الناشر طرح طبعته الثانية من الكتاب وطرحها خلال ديسمبر المقبل، وكان قد احتفى الوسط الاجتماعي والمثقف بأحدث إصدار للدكتور الباحث عبد الله محمد علي تلمساني «طريق التوازن نحو مزيد من الرضا والتميز» ، فحفل توقيع طرح الكتاب كان أشبه بملتقى اجتماعي وثقافي ونفسي، وفي هذا المؤلف الحديث اهتمام كبير من المؤلف بتوصيل فكرته، التي فيها الكثير من التركيز في قضايا التطوير. تقع قضايا التطوير الذاتي في السياق المعرفي ضمن أنماط النجاح وترتبط بثقافة الأفراد والمجتمعات في نسق يتضمن ديناميكية الحياة وديمومتها، وفي كتاب «طريق التوازن نحو مزيد من الرضا والتميز»، حيث تنهض أفكار الدكتور عبد الله تلمستاني بنبض وإيقاع متسارع نحو آفاق تشكيل النموالذاتي والرضا عن النفس. وفي هذا الإصدار الذي يعد من الكتب الشحيحة في هذا المجال يكشف التلمستاني خريج جامعتي هارفارد وبيركلي، أن كفاح الإنسان للوصول إلى النجاح قد يقود إلى معضلة قد تؤثر سلبا في سعادة الإنسان واستقراره النفسي. ويمضي المؤلف مؤكدا أن ندرة قضايا تطوير الذات أفرزت واقعا في الكتابات الخاصة في هذا المجال، حيث اعتمد الكثير من الكتاب على الترجمات التي لا ترتبط معالجاتها بثقافة الناس وتراثهم الديني ومواريثهم الحضارية. مقاييس عامة وفي سياق التعريف بالنجاح، يرى المؤلف أن المجتمعات تعتمد على مقاييس عامة لتقييم مدى النجاح، وتشمل هذه المقاييس التفوق العلمي والعملي، والحصول على الشهرة والمال والسعادة الأسرية وما إلى ذلك. مفهوم النجاح كما ذكر المؤلف في سياق الكتاب أن مفهوم النجاح يختلف من شخص إلى آخر، ويهجس التلمستاني في سياق ركضه المعرفي الغوص في لجة غائمة عن السعادة والرضا، حيث يرى أن السعادة تمثل أحد الأهداف التي ينشدها الإنسان في حياته بصرف النظر عن عنصر السن، أو الجنس أو الدين، ويرى المؤلف أن الناس في الغالب تنظر إلى السعادة على أنها عنصر بديهي وبسيط، وأن البشر يربطون بين السعادة والمكتسبات المادية والمعنوية، غير أنه في بعض الأحيان حينما يحصل الإنسان على هذه المكتسبات يجد أنه كمن يقبض على المدى، وأنه لم يحقق الرضا والسعادة التي ينشدها. كما يتطرق المؤلف إلى«طريق التوازن» وكيفية الوصول إليه، حيث يرى أن الإيمان بما قسمه الله له يحقق قدرا من الطمأنينة في النفس البشرية ويحقق لها التوازن. الحالة الذهنية ويستعين الكاتب بالمثير من الآيات القرآنية لشرح آليات الرضا والسعادة لدى البشر، ويتعمق في هذا الخصوص، ويتطرق إلى العديد من النماذج ويواصل ركضه في قراءة واقع الحالة الذهنية من الفرد إلى المجتمع. كما يتحدث التلمستاني أن التحرر من أثقال الماضي والمضي بقوة نحو المستقبل يمثل فاصلة لها وقع كبير للوصول إلى المستقبل والخروج من نفق النمطية، وفي لهجة هادئة يستعرض المؤلف الحوار البناء الذي من شأنه أن يضع الإنسان في ديناميكية السلوك التلقائي، كما يدعو الكتاب إلى التعامل الإيجابي مع المشكلات التي يصعب تجاوزها، ويرى الكاتب أن طريق التوازن عملية تطوير مستمرة للذات، وأن تحقيق نوع من الرضا يتطلب تحقيق التوازن النفسي. الكتاب طرح في المملكة الأسبوع الماضي في حفل توقيع له شهده كثيرون من رجال الإعلام والثقافة والعلم. في نسخة عربية بعد أن كان مؤلفه قد طرحه في العالم باللغة الإنجليزية ونال اهتمام العالم سيما أن من قدم له كانت الدكتورة شيري كارتر سكوت مؤلفة أكثر إصدارات نيويورك تايمز مبيعا في الولاياتالمتحدة والعالم.